تونسيون يحتشدون بشوارع العاصمة في ذكرى "طوفان الأقصى" تضامنا مع غزة ولبنان.. صوروفيديو
احتشد المئات من التونسيين، مساء أمس الاثنين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، في مسيرة وطنية جابت شوارع العاصمة، تنديدا بتواصل الحرب على قطاع غزة ورفضا للهجوم الإسرائيلي الأخير على لبنان.
Sputnikوتأتي هذه المسيرة، التي دعى إليها كل من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" في تونس، و"الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع" و"اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين" (مكونة من ائتلاف منظمات وأحزاب)، تزامنا مع الذكرى الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي قادتها حركة حماس الفلسطينية، في السابع من أكتوبر العام الماضي.
وانطلقت المسيرة من ساحة "الشهيد حلمي المناعي" بمنطقة باب الخضراء، مرورا بساحة "الجمهورية" وصولا إلى شارع "الثورة شارع الحبيب بورقيبة"، وشاركت فيها أطياف سياسية وحقوقية وشعبية وطلابية ومكونات من المجتمع المدني.
وحمل المتظاهرون شعارات عدة تدعم القضية الفلسطينية وتطالب بوقف العدوان على قطاع غزة، الذي استمر أكثر من سنة وأسفر عن خسائر بشرية ومادية فادحة، ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون "الشعب يريد تحرير فلسطين.. الشعب يريد تجريم التطبيع".
"انتصار لنضال الشعب الفلسطيني"
وفي تصريح لـ"سبوتنيك"، قالت عضو "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" في تونس، هيفاء منصوري، إن "مختلف المكونات السياسية والمجتمعية شاركت في إعداد هذه المسيرة إحياءً لذكرى عملية "طوفان الأقصى" وانتصارا لنضال الشعب الفلسطيني".
وأكدت منصوري أن "الشعب التونسي، بمختلف مكوناته سيضرب موعدا كل سنة مع الشارع التونسي لإحياء هذه الذكرى"، التي وصفتها بـ"الحدث المهم".
ولفتت عضو "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، إلى أن "لحظة السابع من أكتوبر، تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لفلسطين، حيث حرّكت دول إسناد المقاومة على غرار اليمن وإيران والعراق ولبنان، التي انتصرت لمظلومية الشعب الفلسطيني ومن أجل الانتصار لكرامة الشعوب العربية".
ولفتت في تعليق لـ"سبوتنيك"، إلى أنها تشارك في هذه المسيرة الوطنية مع "عدد من الناشطين وأحرار تونس، الذين جمعهم الإيمان المشترك بالقضية الفلسطينية العادلة".
وقالت منصوري: "هذه اللحظة التاريخية غيّرت حتى مواقف شعوب العالم التي كانت متأثرة بالرواية الغربية المنحازة للجانب الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن عملية "طوفان الأقصى"عرّت نفاق الحكومات الغربية التي موّلت وغذّت الإبادة الجماعية لشعب غزة".
نساء تونس مع نساء غزة
ومن قلب المسيرة، نقلت الناشطة الحقوقية سميرة عمار، دعمها وتضامنها المطلق مع نساء غزة، اللاتي قالت إنهن يقدّمن دروسا لشعوب العالم في الصمود والتضحية من أجل الحق والأرض.
وانتقدت عمار ما وصفته بـ"خذلان الشعوب لأهالي غزة"، مضيفة: "لقد تعودنا على خذلان الأنظمة العربية، ولكننا لم نتعوّد أبدا على خذلان الشعوب".
وأردفت: "الهجوم الأخير على لبنان يجب أن يحفّز الشعوب العربية على الخروج إلى الشوارع نصرة للحق الإنساني"، وتساءلت: "لقد امتلأت شوارع الغرب بالاحتجاجات، فأين الشعوب العربية؟"، داعية العرب إلى أن يكونوا أكثر وحدة وتضامنا، على حد قولها.
"غزة ولبنان.. الوجع واحد"
بدوره، عبّر الصحفي من الأصول اللبنانية نور حمدي، عن تنديده بما وصفه بـ"الجرائم غير المسبوقة"، التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
وقال في تصريح لـ"سبوتنيك": "اليوم تمر 365 يوما من القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض"، مشددًا على أن "القضية ليست أبدا قضية سياسية بل هي قضية إنسانية بالأساس".
وتابع: "نحن هنا لدعم إخوتنا في غزة ولبنان، الذين يتشاركون الوجع ذاته، ولنحيي أيضا ذكرى الشهداء من أبناء وأمهات وأطفال ممن قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية".
وانتقد حمدي بشدّة ما وصفه بـ"الصمت المطبق لجامعة الدول العربية"، التي قال إنها "لم تحرك ساكنا واكتفت ببيانات التنديد والاستنكار"، كما انتقد أيضا الحكام العرب، الذين "لم يقدموا شيئا لغزة ولبنان"، بحسب قوله.
وتابع: "أتابع يوميا وضع عائلتي في لبنان وهو وضع كارثي، الناس يبيتون في الشوارع على أصوات القنابل ويعيشون رعبا يوميا، وذنبهم الوحيد أنهم دافعوا عن بلدهم"، مشددًا على أن كل هذه المآسي لم تثنيهم عن إعلاء صوت الحق.
مناوشات أمام السفارة الفرنسية
واتجهت المسيرة من أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، إلى محيط السفارة الفرنسية، حيث نشبت مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي عمدت إلى منعهم من الاقتراب من مقر السفارة.
وقال محمد فراس الكواش، وهو طالب ماجستير اتصال سياسي، إن "التجمهر أمام مقر السفارة الفرنسية، ينطوي على رسالة موجهة أولًا لداعمي إسرائيل من الدول الغربية، التي تموّل الجيش الإسرائيلي بالمال والسلاح"، مشددًا على أن "هذا الدعم يُوجّه مباشرة لقتل الأبرياء في فلسطين".
وأضاف، في معرض حديثه لـ"سبوتنيك": "أما الرسالة الثانية، فهي موجهة للسلطات في بلدنا وفي بقية الدول العربية ومفادها أنه آن الأوان للتخلص من الهيمنة الغربية الاقتصادية والثقافية والتشبث بسيادتهم الوطنية والخروج من جبة التبعية".
1 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
2 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
3 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
4 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
5 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
6 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
7 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
8 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
9 / 9
تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.. تونسيون يحتشدون في الشوارع بالذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"
وقال الكواش إن "المتظاهرين متمسكون أيضا بمطالبة البرلمان التونسي بتمرير قانون تجريم التطبيع"، مشيرًا إلى أن "هذا القانون هو بمثابة فك ارتباط مع الأنظمة الإمبريالية الغربية والرأسمالية".
وأضاف: "بينما يعاني أهالينا في غزة ولبنان من ظلم إسرائيل ومن ويلات الحرب وبينما يستشهد منهم العشرات يوميا، لن نقبل بأن تستمر شعوبنا في استهلاك المنتوجات الداعمة لإسرائيل.. لقد انتهى زمن التبعية".