وأشار إلى أنّ "العولمة التي أوجدتها الولايات المتحدة وسعت إلى تعميمها كثقافة سلوكية على جميع المجتمعات، مما أثر سلبًا على بنيتها التقليدية".
ولفت المصري في حديث عبر "سبوتنيك" إلى أنّ "هذا التعميم الأمريكي أدى إلى "سلعنة" كل شيء، بما في ذلك الثقافة والحضارة، مما أسهم في تفشي قضايا مثل الاتجار بالبشر وتجارة المخدرات".
وأشار المصري إلى أنّ "الوضع داخل الولايات المتحدة يظهر انعكاسات هذه السياسات، حيث أدى الاستقطاب السياسي والعنف إلى محاولات اغتيال"، معتبرا أنّ "هذه الظواهر جزء من "سياسة الكاوبوي الأمريكية" التي تزعزع ثقة المجتمعات".
واعتبر المصري أنّ "الرئيس بوتين يسعى إلى تعديل موازين القوى العالمية"، موضحًا أنّ "هذا السعي يتجلى من خلال التطويق الذي بدأه الغرب على أوكرانيا وزرع الصواريخ الباليستية على حدود روسيا، مما يشكل تهديدًا لأمنها القومي".
ورأى أنّ "هذه السياسات الأمريكية والأطلسية تهدف إلى عزل روسيا وتعزيز الهيمنة الأمريكية وفق نمط العولمة الثقافية والاقتصادية والسياسية".
وأكد أنّ "هذه الوضعية أدت إلى تآكل الشرعية الدولية وعجز الأمم المتحدة عن اتخاذ قرارات حاسمة، وهو واقع يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستمرار فيه لأنه يهدد السلم والأمن الدوليين ويؤثر على سلاسل التوريد والغذاء حول العالم".
ودعا المصري "الدول إلى تلقي دعوة بوتين بجدية والبدء في الاصطفاف لتعديل موازين القوى على مستوى الصراعات الإقليمية والدولية".
وانتقد "السياسة الأمريكية التي تعتمد على الرؤية الأحادية"، مشيرًا إلى أنّها "أدت إلى زعزعة الثقة في المجالس الدولية الشرعية".
ورأى أنّ "الصراعات الموجودة في جميع أنحاء العالم تعود إلى تدخلات الولايات المتحدة في الدول التي لا تسير وفق النمط المعولم، مما أدى إلى تفكيك المجتمعات ونزع السيادة الوطنية".
وفي السياق ذاته، حذر المصري من "النيوليبرالية التي تهيمن على النظام الاقتصادي الأمريكي"، مشيرًا إلى أنّها "تفلت من أي ضوابط".
وأكد أنّ "هذه النيوليبرالية تدمر المفاهيم الأسرية وتستنزف الاقتصاد العالمي"، داعيًا إلى "ضرورة ضبطها أو التخلص منها للحفاظ على المجتمعات".