بعد عام من الحصار... المرضى والمصابون في غزة يواجهون خطر الموت بسبب إغلاق المعابر

تشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر حالة انهيار كبيرة، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ عام، وقد استهدفت العديد من المراكز الصحية في قطاع غزة، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
Sputnik
وأدى الوضع الصحي الكارثي في القطاع إلى اضطراب في جميع الخدمات الصحية ومنها التطعيم، وهو ما تسبب بتفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، لوكالة "سبوتنيك":

خلال هذا العام دمر جيش الاحتلال المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتم الاعتداء على جميع مشافي غزة، وأخرج 24 مشفى عن العمل بشكل كامل، من أصل 38 مشفى، ودمر جيش الاحتلال 82 مركزا صحيا من أصل 90 مركزا صحيا في القطاع، ودُمرت 133 سيارة إسعاف، وخلال هذا العام قام الاحتلال بقتل 1015 من العاملين في القطاع الصحي، واعتقل 310 من الكادر الصحي، وأصيب 3 آلاف طبيب وممرض وعامل في القطاع الصحي.

بعد عام من الحصار... المرضى والمصابون في غزة يواجهون خطر الموت بسبب إغلاق المعابر
وأضاف المتحدث: "جيش الاحتلال حوّل معظم مشافي قطاع غزة إلى مقابر جماعية، وكان يستهدف المنظومة الصحية بشكل مباشر على مدار العام، ومنع أكثر من 30 ألف مريض من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وبعد مرور عام على الحرب نحن على أبواب كارثة صحية وانهيار كامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، في حال استمرار الاحتلال في منع وصول المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية للقطاع".

قرابة 14 ألف مريض وجريح بحاجة لتلقي العلاج خارج القطاع

غالبية المرضى والمصابين في قطاع غزة، لا يجدون مكانا لتلقي العلاج في ظل تدمير الجيش الإسرائيلي للمنظومة الصحية في القطاع، وقرابة 14 ألف مصاب ومريض ينتظرون على قوائم الصحة، إذ يحتاجون للعلاج العاجل في مشافي خارج القطاع.
بعد عام من الحصار... المرضى والمصابون في غزة يواجهون خطر الموت بسبب إغلاق المعابر
وقال الطبيب، إياد الجبري، المدير الطبي في مشفى شهداء الأقصى لوكالة "سبوتنيك":

5 أشهر على إغلاق معبر رفح، وهو الشريان الوحيد الذي يدخل الأدوية والمستلزمات والمساعدات الطبية، وهذا وقت كبير لوصول المنظومة الصحية إلى حالة الانهيار، فلا يوجد أدوية ولا مستلزمات طبية داخل المشافي والمراكز الصحية، حتى المستلزمات البسيطة التي نحتاجها غير متوفرة.

وأضاف: "جميع الأمراض المزمنة وجميع أمراض الكلى والرئة والكبد لا يوجد لها علاج في مشافي القطاع، وهؤلاء المرضى معرضون لفقدان الحياة في أي لحظة، بسبب انعدام تقديم الخدمة الطبية، وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية".
بعد عام من الحصار... المرضى والمصابون في غزة يواجهون خطر الموت بسبب إغلاق المعابر
وداخل قسم الأطفال في مشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط قطاع غزة، ينتظر الأطفال المرضى السماح لهم بالسفر خارج القطاع للعلاج، وعلى سرير المرض تنتظر الطفلة سلوى جهاد، الخجولة من عدسة التصوير، السماح لها بالسفر للعلاج، علها تخرج من عتمة العجز، بعدما أمست عاجزة عن الحركة بسبب عدم توفر العلاج في مشافي قطاع غزة.
بعد عام من الحصار... المرضى والمصابون في غزة يواجهون خطر الموت بسبب إغلاق المعابر
وقالت صابرين الخضري، والدة الطفلة سلوى جهاد لـ "سبوتنيك": "طفلتي تعرضت إلى فيروس تسبب في خلل مناعي، جعلها عاجزة في منطقة البطن والمنطقة السفلية من الجسد، ونحن متواجدون في مشفى شهداء الأقصى منذ 7 أشهر، وقدم اسم سلوى للخروج من معبر رفح، ولكن تم إغلاق المعبر، مما فاقم حالة سلوى بشكل كبير، حتى وصلت حالتها إلى مرحلة التصلب في الأرجل، وارتفاع حرارتها إلى 40 درجة، وحاليا قدمنا للخروج عن طريق معبر كرم أبو سالم، واسم طفلتي مرشح ضمن الحالات العاجلة، فهي تحتاج فقط إلى تغير بلازمة دم وتعود سليمة بإذن الله، ولغاية الآن ننتظر، ولا نعرف هل ستنجو طفلتي إذا بقينا على هذه الحالة".
مناقشة