خلال هذا العام دمر جيش الاحتلال المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتم الاعتداء على جميع مشافي غزة، وأخرج 24 مشفى عن العمل بشكل كامل، من أصل 38 مشفى، ودمر جيش الاحتلال 82 مركزا صحيا من أصل 90 مركزا صحيا في القطاع، ودُمرت 133 سيارة إسعاف، وخلال هذا العام قام الاحتلال بقتل 1015 من العاملين في القطاع الصحي، واعتقل 310 من الكادر الصحي، وأصيب 3 آلاف طبيب وممرض وعامل في القطاع الصحي.
قرابة 14 ألف مريض وجريح بحاجة لتلقي العلاج خارج القطاع
5 أشهر على إغلاق معبر رفح، وهو الشريان الوحيد الذي يدخل الأدوية والمستلزمات والمساعدات الطبية، وهذا وقت كبير لوصول المنظومة الصحية إلى حالة الانهيار، فلا يوجد أدوية ولا مستلزمات طبية داخل المشافي والمراكز الصحية، حتى المستلزمات البسيطة التي نحتاجها غير متوفرة.
وقالت صابرين الخضري، والدة الطفلة سلوى جهاد، لـ"سبوتنيك": "طفلتي تعرضت لفيروس تسبب في خلل مناعي، جعلها عاجزة في منطقة البطن والمنطقة السفلية من الجسد، ونحن متواجدون في مشفى "شهداء الأقصى"، منذ 7 أشهر، وقدم اسم سلوى للخروج من معبر رفح، ولكن تم إغلاق المعبر، مما فاقم حالة سلوى بشكل كبير، حتى وصلت حالتها إلى مرحلة التصلب في الأرجل، وارتفاع حرارتها إلى 40 درجة، وحاليا قدمنا للخروج عن طريق معبر كرم أبو سالم، واسم طفلتي مرشح ضمن الحالات العاجلة، فهي تحتاج فقط إلى تغير بلازما الدم وتعود سليمة بإذن الله، ولغاية الآن ننتظر، ولا نعرف هل ستنجو طفلتي إذا بقينا على هذه الحالة".
ويقول الطفل جميل زياد، لوكالة "سبوتنيك": "كنت في المدرسة عندما استهدفت بعدة صواريخ، وأصبت بشظية في قدمي اليسرى، وفي المشفى قالوا لي حالتي تستدعي البتر، بسبب عدم توفر العلاج، إلا إذا سُمح لي بالعلاج في الخارج، وتكلف العملية مبلغ 45 ألف دولار أمريكي، وأنا أنتظر الأمل أن يفتح المعبر وأحصل على العلاج في الخارج، لكي أعود وأقف على قدمي بإذن الله، وأناشد الجميع أن يساعدونا لفتح المعابر والسماح لجميع المرضى والمصابين للعلاج في الخارج".
وأضاف: "نحن على أعتاب فصل الشتاء وهناك أمراض تنتشر، والحالات المرضية التي تحتاج للعلاج في الخارج تزداد، ولا يوجد علاج كافٍ أو متوفر في القطاع، لذلك يجب فتح المعابر بسرعة، إذ إن العشرات منهم يتوفون بسبب عدم توفر العلاج والعمليات الجراحية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ369، ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 41,965 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 97,590 آخرين.