العدوان الذي تعرض له الحي ليل أمس، ولّد حجم دمار كبير وانتشرت الشظايا والكتل الإسمنية على مساحة واسعة من المنطقة، وقد تم إخلاء المصابين من المبنى المستهدف عبر سلالم سيارات الإطفاء نظرا لتضرر سلالم المبنى بالكامل جراء العدوان.
وقال أبو كريم، وهو يسكن في إحدى شقق البناء المستهدف، لـ"سبوتنيك": "مشاهد لا نحسد عليها، كان الأطفال يلعبون في مدخل البناء بحكم وجود حديقة صغيرة ضمن حرمه، هذه منطقة مدنية بالكامل، وفي كل بناء يوجد 50 عائلة".
وبشأن اللحظات الأولى لوقوع العدوان، أضاف: "نزلت من بيتي إلى الموقع الذي ضربته الصواريخ، حاولت مع الجيران إنقاذ الضحايا ريثما تصل سيارات الإسعاف والدفاع المدني. كان الوضع صعبا، احترق أثاث المنازل المدمرة، وتفجرت إسطوانات الغاز في الشقق".
ويؤكد أبو كريم أن "المزة حي سكني فيه العديد من المدارس، ومنها مدرسة أبناء الشهداء، إضافة لسوق من المحال التجارية المتنوعة، وحديقة يلجأ الناس إليها مساء كل يوم".
والعدوان الذي شنته إسرائيل يوم أمس، هو الثالث الذي يستهدف أبنية سكنية في حي المزة بدمشق، إذ سبق وأن قصفت مبنيين سكنيين في الحي، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
وقالت يارا حميرة، وهي تقطن ضمن إحدى شقق البناء المستهدف، لـ"سبوتنيك": "لا زالت قدماي ترتجفان حتى اللحظة، لقد استهدفوا بنايتي بثلاثة صواريخ. وقع دمار كبير بالشقق السكنية والسيارات والمحال التجارية المحيطة بالمكان".
وتابعت: "أصبح الاستهداف يتكرر دون معرفة السبب. الأوضاع في سوريا أصبحت مشابهة لغزة ولبنان، المتضررون من المدنيين ولا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالحرب".
وأكدت حميرة أن عددا كبيرا من جيرانها ومعارفها بين الضحايا، مؤكدة أنه جرى نقل الكثير منهم إلى العيادات الطبية الخاصة والمراكز الطبية نتيجة تناثر شظايا الصواريخ الإسرائيلية على مساحة واسعة في الحي.
وأفاد مراسل "سبوتنيك"، يوم أمس الثلاثاء، بأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لأهداف معادية في محيط العاصمة السورية دمشق.
وقال المراسل إن المعلومات المتوفرة تؤكد أن "طائرات إسرائيلية شنت عدوانا من فوق أراضي الجولان المحتل مستهدفة أحد المواقع على الأطراف الجنوبية للعاصمة دمشق".
يشار إلى أن سوريا، كانت قد حذرت في وقت سابق، من تكرار الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تصاعد العنف في المنطقة بشكل يصعب السيطرة عليه.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن "استمرار إسرائيل في اعتداءاتها يشير إلى فشلها وتصاعد الهستيريا التي تعاني منها، بسبب صمود سوريا أمام جميع محاولات إسرائيل والقوى الإرهابية لإضعافها وتحويلها عن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وجهوده في تحرير أرضه، وإصرار سوريا على استعادة الجولان السوري المحتل".