ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن تيد شولتز، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة "سميثسونيان" بالولايات المتحدة الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للدراسة، قوله إن "النمل يمارس زراعة الفطريات منذ فترة أطول بكثير من وجود البشر، وربما يمكننا أن نتعلم شيئا من النجاح الزراعي لهذا النمل على مدى الـ66 مليون سنة الماضية".
وأوضح الباحث أنه "يمكن أن تكون أحداث الانقراض كوارث ضخمة لمعظم الكائنات الحية، لكنها يمكن أن تكون إيجابية في الواقع للآخرين".
وبحسب الدراسة، فعلى الرغم من أن الكويكب "قاتل الديناصورات" تسبب بانقراض جماعي عالمي، إلا أنه وفّر ظروفا مثالية لازدهار الفطريات، التي شهدت "عصرها الذهبي".
وأدى اصطدام الكويكب بالأرض إلى ملء الغلاف الجوي بالغبار والحطام، ما حجب الشمس ومنع عملية التمثيل الضوئي لسنوات، وهو ما نتج عنه القضاء على ما يقارب نصف جميع أنواع النباتات على الكوكب، ومع ذلك، كان هذا الوقت مثاليا للفطريات، حيث ازدهر بعضها لأنها استهلكت المواد النباتية الميتة الوفيرة المتناثرة على الأرض.
واستغلت هذه الحشرات، ومن بينها النمل، الفطريات الوفيرة كغذاء واستمرت في الاعتماد عليها مع تعافي الحياة من حدث الانقراض، لكن الأمر استغرق نحو 40 مليون عام أخرى حتى يطوّر النمل الزراعة.
وأصبح النمل مزارعا ماهرا عندما أخرج الفطريات من الغابات الرطبة إلى المناطق الأكثر جفافا، وأصبحت الفطريات المعزولة تعتمد بشكل كامل على النمل للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاحلة، حيث استأنس النمل هذه الفطريات بذات الطريقة التي استأنس بها البشر المحاصيل الزراعية.