طائرات "حزب الله" المسيرة تكشف أخطر ثغرات "القبة الحديدية"

أثار هجوم الطائرة المسيرة الانقضاضية، الذي نفذه "حزب الله" اللبناني ضد إسرائيل، الأحد الماضي، شكوكا حول قدرات أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تزعم تل أبيب أنها "من بين الأفضل في العالم".
Sputnik
وأنشأت إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات، تقول إنها "قادرة على اعتراض وتدمير جميع الأهداف الجوية بداية من الطائرات المسيرة حتى الصواريخ المجنحة و البالستية، إضافة إلى الطائرات الحربية بأنواعها".
بعدما استخدمها "حزب الله" ضد إسرائيل.. ما هي المسيرات الانقضاضية؟
لكن بعدما تمكنت صواريخ إيران من الوصول إلى إسرائيل، في مطلع الشهر الجاري، ونجاح طائرة "حزب الله" المسيرة في قصف قاعدة "بنيامينا"، الخاصة بلواء النخبة "غولاني" في حيفا، أصبح الحديث يدور عن اكتشاف ثغرات في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تسمح باختراقه.
وخلال الهجوم الإيراني، الذي استخدمت فيه طهران صواريخ "فرط صوتية"، لا تزال غالبية الأنظمة الصاروخية الدفاعية في العالم غير قادرة على اعتراض هذا النوع من الصواريخ، فإن هجوم الطائرة المسيرة التابعة لـ"حزب الله" كشف نوعا آخر من الثغرات القاتلة المتعلقة بهذا النظام، التي نتج عنها مقتل وإصابة نحو 70 إسرائيليا.
أخطرها "الفرط صوتية"... صواريخ إيران تهز تل أبيب

ثغرات "القبة الحديدية"

تعتمد إسرائيل على منظومات "القبة الحديدية" للدفاع الجوي ضد الأهداف الجوية قصيرة المدى والقصيرة جدا مثل تلك التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في غزة أو التي يستخدمها "حزب الله" اللبناني.

الثغرة الأولى

تعتمد على حجم الهجوم، فرغم قدرة "القبة الحديدية" على اعتراض الأهداف الجوية بكفاءة كبيرة، إلا أن استخدام الفصائل الفلسطينية واللبنانية لتكتيكات الهجوم الكاسح أو "هجوم الأسراب" كما حدث، في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مكّنها من اختراق هذه المنظومة الدفاعية ووصول عدد كبير من الصواريخ الهجومية إلى أهدافها.
الجيش الإسرائيلي يرصد طائرة مسيرة لـ"حزب الله" قرب منزل نتنياهو

الثغرة الثانية

تعتمد على استغلال الثغرة الأولى المتعلقة بالتشويش على نظام "القبة الحديدية" بهجوم بصواريخ غير مؤثرة لتنفيذ عملية اختراق بطائرات مسيرة مصممة من مواد ذات بصمة رادارية منخفضة تقلل فرص اكتشافها وتتحرك في مسارات قريبة من الأرض بسرعة منخفضة.
ويعني ذلك أن هجوم "حزب الله" على قاعدة قوات النخبة الإسرائيلية في بنيامينا، استخدم كل الوسائل التي سمحت لطائراته المسيرة بالوصول إلى هذا الموقع العسكري المهم دون أن يتم اعتراض مسيرته ودون تشغيل صافرات الإنذار في الوقت المناسب.
تقرير: "القبة الحديدية" الإسرائيلية لم تعمل خلال الرشقة الصاروخية الأخيرة باتجاه مستوطنات الشمال

إسرائيل تقر بالفشل

اعترف الجيش الإسرائيلي بوجود قصور في التعامل مع هذا الهجوم وأعلن بدء التحقيق فيه للتعرف على السبب الذي مكّن طائرة "حزب الله" المسيرة من الوصول إلى هدفها قبل أن يتم اكتشافها، وقال إن الطائرة المستخدمة غير معروفة له، وهو الأمر الذي أعلنه "حزب الله" أيضا، عندما أكد استخدامه نوعا جديدة من الطائرات المسيرة في هذا الهجوم.

المراقبة بالنظر

نقلت وسائل إعلام غربية عن مواطنة إسرائيلية، قولها إنه رصدت مرور الطائرة على ارتفاع قريب فوق منزلها قبل الهجوم بدقائق واتصلت بالطوارئ للتحذير، لكن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على تصريحات تلك السيدة.
وبحسب تصريحات خبراء لوسائل إعلام غربية، فإن هجوم "بنيامينا" في حيفا، يكشف وجود إهمال واسع النطاق داخل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، استطاع "حزب الله" أن يستغله بنجاح.
ولفت الخبراء إلى أن "حزب الله" عزز قدرته على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بتطوير تقنيات تصنيع الطائرات المسيرة أيضا، بتصنيع هيكلها من مواد غير قابلة للرصد وتقليل الوسائل الإلكترونية على متنها، إضافة إلى تزويدها بمحركات تمكنها من التحليق بسرعات منخفضة بالقرب من سطح الأرض.
قدرات "حزب الله" الصاروخية
مناقشة