صنعت إيران قوتها رغم العداء الكبير مع الولايات المتحدة الأمريكية، فتقدمت في صنع سلاحها بنفسها بل ودعمت ما يسمى بمحور المقاومة في عدد من الدول العربية بالسلاح لتصنع قوى أخرى في المنطقة لمواجهة إسرائيل.
"محور المقاومة" المدعوم من إيران ظهر جليا في هذه الحرب وتمثل في حركتي "حماس" و"الجهاد" في فلسطين و"حزب الله" اللبناني، ثم جماعة "أنصار الله" في اليمن وفصائل عراقية مسلحة تقصف من حين لآخر إسرائيل من العراق.
ظلت إيران تقف خلف هذا المحور دون أن تظهر في العلن لمواجهة إسرائيل، حتى دخلت ولأول مرة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل بعد الكثير من الاستفزازات الإسرائيلية التي طالت كبرياء الجمهورية الإسلامية، بعد أن ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق واغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، وأخيرا وليس آخرا اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال محمد مهدي شريعت مدار، الدبلوماسي الإيراني السابق إن كل ما يجري في هذه المنطقة يتحمل أعباءه الكيان الإسرائيلي الذي قام بكل هذه الجرائم ضد الشعب الأعزل في غزة.
و"المقاومة الإسلامية في لبنان أو حزب الله بدأت عملياتها بعد ثلاثة أيام من السابع من أكتوبر وحصل ذلك حينما قام الكيان الإسرائيلي بضرب مناطق في الجنوب اللبناني، لذلك هناك هدف مزدوج للمقاومة الإسلامية؛ أولا الدفاع عن الذات وعن الأراضي اللبنانية، وقد شهدنا خلال هذه الفترة كل ما جرى في لبنان من قصف وتدمير وقتل وتشريد".
وثانيا إسناد جبهة غزة، لذلك من يقول إن حزب الله هو من ورط لبنان في هذه المعركة أو هو البادئ في هذه المعركة - من يقول ذلك ليس مصيبا في كلامه، فالذي بدأ هذه المعركة هو الكيان الإسرائيلي.
وأضاف: "لا أحد يريد الحرب في هذه المنطقة بما في ذلك الولايات المتحدة على الأقل بسبب الاستحقاق الانتخابي القادم. أما الكيان الإسرائيلي فهو الوحيد الذي يريدها.. وبالمناسبة ليس كل الكيان الإسرائيلي بل نتنياهو وشرذمته من يريدون ذلك، لأن نتنياهو لا مفر له ولا مخرج ينقذه إلا بوجود هذه الحرب وهو يعرف أنه لو انتهت الحرب فلن يمكنه أن يبقى في الحكم".
على صعيد آخر قال شريعت مدار إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم تنقطع مطلقا حتى بعد عملية استشهاد القائد إسماعيل هنية، لكن في كل هذه السنوات منذ بداية المفاوضات حول الملف النووي، أصرت الولايات المتحدة في كل المراحل أن تدخل القدرات الدفاعية ولاسيما الصاروخية لإيران في المفاوضات.
وأضاف "وثانيا ما يسمونه بالنفوذ الإيراني في المنطقة أي دعم إيران للقضايا العادلة ومحور المقاومة وفي المقدمة القضية الفلسطينية - هذه الملفات حاول الأمريكان والغربيون كثيرا إدخالها في مفاوضات 5+1 لكن إيران لم تتقبل ذلك مطلقا رغم ما تتحمله من ضغوط وعقوبات وحصار اقتصادي مطبق، وعموما هذا المسار مختلف تماما عن مسار الميدان وما يجري في هذه المنطقة لكن تأثر المسار التفاوضي الإيراني الأمريكي عبر عُمان بل توقف بالفعل كما أعلن الوزير عراقجي مع تباين الرسائل".