دبلوماسي مصري سابق يوضح لـ"سبوتنيك" رسائل إيران للمنطقة ومستقبل الحرب الدائرة

قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، جاءت لشرح الموقف الإيراني من الأوضاع الإقليمية.
Sputnik
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن إيران أرادت التأكيد للجانب العربي والأمريكي استعدادها للعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وأنها لن ترد على ضربة إسرائيلية ما لم تكن انتقامية، وما لم تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد أو الأمن الإيراني.
وأشار إلى أن دور المصري الحالي يركز بشكل كبير على الوضع في غزة وجنوب لبنان، والعمل على وقف إطلاق النار، ومرحلة ما بعد الحرب.
ولفت إلى أن العلاقات الإيرانية - العربية، حققت تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية، خاصة أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، شملت السعودية ودول خليجية، كما عقدت لقاءات سابقة بين كبار المسؤولين في الرياض وطهران.
قاليباف: إيران مستعدة للتفاوض بشأن لبنان.. وميقاتي يرد: وصاية مرفوضة
وأشار إلى أن الزيارة جاءت في إطار سياسة جديدة أعلنها الرئيس الإيراني في وقت سابق، والتي تشير إلى أن الاستراتيجية الإيرانية راغبة أكثر في التهدئة وخفض التوترات.
بشأن مستقبل التوترات في المنطقة، أوضح السفير المصري، أن جميع الأطراف ترغب في التهدئة باستثناء الجانب الإسرائيلي، الذي يستمد تحركاته من الرؤية الأمريكية، التي تستعمل تل أبيب كآداة لتنفيذ توجهاتها بشأن مستقبل المنطقة، ما يعني أن الحرب ممتدة ولن تتوقف.
حول إمكانية التحول في المواقف العربية، تابع السفير المصري: "الموقف العربي ينقسم إلى قسمين، الرسمي والشعبي، وهناك فارق كبير بينهما، حيث ظل الموقف الرسمي دون أي تحرك، وتتحمل معه الحكومات العربية مسؤوليتها، في ظل موقف شعبي مغاير تماما".
وأكد كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على "ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية في غزة ولبنان".
مصر وإيران تحذران من أن التصعيد قد يجر المنطقة إلى الحرب
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أمس الخميس، إن "الرئيس السيسي، استقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي"، مشيرة إلى أن اللقاء "ركّز على استعراض التطورات الجارية بالمنطقة".
وأكد السيسي الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد، للحيلولة دون الإنزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، بحسب البيان.
كما شدد السيسي على "ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين".
من جانبه، أعرب الوزير الإيراني عن تقدير بلاده للجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة، مشيدًا بالدور المصري في ذلك الصدد على جميع المسارات.
بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: "روح المقاومة ستقوى" بعد مقتل يحيى السنوار
في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن "الوزير عراقجي أجرى حوارا مفيدا جدا مع الرئيس المصري، بشأن التطورات في المنطقة"، مشيرة إلى أنه تم التأكيد على أن "التصعيد قد يجر المنطقة إلى الحرب".
وأعرب وزير الخارجية الإيراني، خلال اللقاء، عن "قلق طهران من مواصلة الكيان الإسرائيلي لجرائمه في فلسطين ولبنان"، مشددا على "ضرورة توظيف كل الإمكانات الدبلوماسية لحيلولة دون تصعيد الأوضاع الأمنية في المنطقة وتخفيف آلام الشعبين في فلسطين ولبنان".
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
كما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أن أعلنت حركة "حماس"، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.
مناقشة