واعتبر سعد في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن "نجاح روسيا في جمع الدول حول هذا التكتل، هو دليل واضح على نجاحها في مواجهة العقوبات، والحصار الغربي المفروض عليها"، مشيراً إلى أن "حضور أكثر من 24 زعيماً عالمياً في قمة البريكس يُعتبر انتصاراً كبيراً لروسيا، حيث استطاعت هذه الدول التغلب على الضغوط الأمريكية التي كانت تهدف لثنيها عن الانضمام إلى البريكس، كما أنّ انضمام دول عربية مثل الإمارات ومصر، ذات الوزن الاستراتيجي والمالي، يؤثر بشكل إيجابي على البريكس ويفتح فرص الاستثمار بشكل كبير والتبادل التجاري بين الدول الأعضاء".
في سياق آخر، تطرق سعد إلى "دور بنك التنمية في شنغهاي، الذي يُعتبر بديلاً عن البنك الدولي"، لافتًا إلى أنه "يحتاج إلى مزيد من الضخ المالي، والهدف الأساسي للبنك هو تقديم القروض وفتح الاستثمارات في مجالات التنمية المستدامة، التكنولوجيا، والصحة، والتعليم، مع التركيز على الابتعاد عن التعامل بالدولار".
واختتم بالتأكيد على أن "البريكس تسعى لتقديم صورة بديلة تتجاوز الضغط على الدول ومحاولات الهيمنة، مما يشكل تحولاً جذرياً في العلاقات الاقتصادية والسياسية العالمية".
من جهة ثانية وعلى الصعيد السياسي، أكد الأستاذ الجامعي الدكتور إيلي جرجس إلياس، أن "قمة البريكس الحالية تُشير إلى بداية نهاية الهيمنة الأمريكية، مما يضع العالم أمام مرحلة جديدة تتمثل في وجود معسكرين متعارضين". وأشار إلى أن "الإعلام الغربي والتركيز الصحافي الأمريكي يسلطان الضوء على أن البريكس ترسي منطقاً جديداً على مستوى العالم".
وأوضح إلياس في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أن "هناك تناقضات بين دول البريكس، لكن هنالك أيضاً مساحات كبيرة مشتركة، حيث تبرز قضية فلسطين كموضوع جامع بينهم"، مشددًا على أن "الوضع الحالي يُظهر أننا في طور نكبة فلسطين الثانية، مع تصاعد جنون الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن "العالم يتفاعل مع محاولات التحايل على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مما يعكس الصمود الفلسطيني في مواجهة إسرائيل وأمريكا".
وأشار جرجس إلى أن "عدد مؤيدي الحل القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في تزايد، رغم الخلافات السياسية والاقتصادية بين الدول". وذكر أن "خطابي الرئيس بوتين في 21 و24 فبراير 2022، مع بداية الأزمة الأوكرانية، كانا يتناولان الأزمات العالمية وتداعياتها"، مؤكداً أن "المشروع الغربي والأمريكي يهدف إلى تطويع دول العالم ضمن نظام أحادي قطبي".
كما أشار إلى أن "المشروع الإسرائيلي يظهر تهورًا غير مسبوق، متوقعاً معارك ضارية على مختلف الجبهات مع تسلم الرئيس الأمريكي الجديد لمهامه". وخلص إلى أنه "من غير الممكن تطويع المعسكر الشرقي، وقد تحدث أحداث في تايوان لوضع حد للجنون الغربي الذي استمر لثلاث أو أربع سنوات في مواجهة العالم الجديد، ولن ينتهي هذا الجنون الا باقتناع كل من الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي و رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا يمكن تطويع المعسكر الشرقي".