ولفت في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أنّ "الحضارات الصينية والروسية والفارسية والعربية مرت بفترات من الفرز والحوار التاريخي، مما جعل قيمها أكثر ثباتاً".
وفي المقابل، أشار ملحم إلى أنّ "الولايات المتحدة لا تعبأ بحجم الدماء في أي مكان من العالم، ولا تشعر بآلام الآخرين، وهو ما يعد غريباً بالرغم من أن وسائل الإعلام تنقل كل شيء".
وأضاف أنّ "الغرب، طالما أن الحروب بعيدة عنه ولم تطله الأزمات والمحن، لن يتمكن من فهم الشرق بشكل دقيق".
وفيما يتعلق بالأوضاع في أوكرانيا، وصف ملحم الوضع بأنه "سيئ للغاية"، وأنّ "الأمور لا تجري لصالح فلاديمير زيلينسكي، حيث يدرك الجميع أن المشكلة كبيرة ومتعددة المستويات".
وأكد أنّ "روسيا تتقدم يومياً، بينما يفتقر زيلينسكي إلى القدرة على التأثير في مجريات المعارك".
كما أشار إلى أنّ "الغرب غير مستعد للاعتراف بفشله في هذا الصراع، مما يزيد من تعقيد الوضع".
وأوضح أنّ "الغرب لا يريد الاعتراف بالفشل الميداني، وأن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هي الدول الأوروبية، التي تدرك أنه لا يجوز ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو".
وشدّد على أنّ "هناك انقساماً متزايداً في الدول الأوروبية، حيث بدأ يتصاعد الصوت في أوروبا ضد ضم أوكرانيا، لأن ذلك يعني أنهم سيرثون هذه الأزمة ويواجهون أزمة مجانية".
وعن مستقبل الأزمة، أشار ملحم إلى أنّ "الجميع يعرف أن روسيا لن تقبل بحلول كتجميد الصراع أو استعادة أوكرانيا للمبادرة، حيث إنّ موسكو لن تقبل إلا بشروط واضحة وصريحة".
كما اعتبر أنّ "نموذج تجميد الصراع لن يكون مقبولاً من قبل روسيا، لأنه يعني إعطاء فرصة لأوكرانيا للتسلح من جديد وبدء جولة جديدة من الحرب".
وفي سياق السياسة الأمريكية، أشار ملحم إلى "ضرورة إعادة تسمية الولايات المتحدة بـ "المافيات المتحدة الأمريكية"، حيث تعتمد سياستها على الحوار في الكواليس وشراء الذمم".
واعتبر أنّ "خلق حالة الفوضى في أوكرانيا يخدم المصالح الأمريكية، وفي النهاية يؤدي إلى تنشيط تجارة المخدرات والبشر والأطفال".
واختتم الدكتور ملحم حديثه بالقول إنه "لا خيار أمام الأطراف المعنية إلا الوصول إلى حل كامل للصراع وإبعاد الغرب عن المعادلة".