ويعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، جلسة طارئة للنظر في الهجوم الإسرائيلي على إيران بناء على طلب رسمي من طهران، التي أكدت أنها "تحتفظ بحق الرد الشرعي على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب"، فيما قدم العراق مذكرة احتجاج رسمية للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بسبب "اختراق إسرائيل الصارخ لمجاله الجوي وسيادته اثناء اعتدائها على إيران".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال خبير الشؤون الإيرانية، محمد غروي، إن "إيران سترد بالتأكيد فلا يمكن لها أن تتغاضي عن عدوان هو الأول من نوعه، حتى لو كان بصاروخ واحد، ولايمكن أن يتغاضي الإيراني ويتنازل عن أمنه القومي وسيادته"، مشيرا إلى أن "عدد الصواريخ ونوعيتها ليس هو المحددا لكيفية الضربة وإنما بمجرد تجروء اسرائيل وقيامها بهاذا العمل فهذا يجعل ايران مضطرة للرد بغض النظر عن طبيعته وزمانه".
وأكد غروي أن "تصريحات المسؤولين الإيرانيين تشي بأنه تم المس بسيادة إيران وأنها لن تتخلي عن الرد لأن هذا يمكن أن يفتح شهية إسرائيل لتنفيذ مزيد من الضربات في الايام القادمة".
وأضاف: "ومن الواضح أن الإسرائيلي يتعاطي مع هذا الاتجاه عندما قال إن الاجواء السورية والبنانية باتت متاحة في اللحظة التي يريدها، وأضاف أن الأجواء الإيرانية متاحة له أيضا ما يعني أن العدوان الذي تم قبل ليلتين كان بداية لمسار طويل ربما بدأت اسرائيل بانتهاجه تجاه إيران، وهذا ما تريد طهران أن تضع له حدا في هذا التوقيت".
وأوضح خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، أن "إيران في مأزق كبير فالهجمات الاسرائليية واستهداف بعض المناطق بالتنسيق مع الجانب الأمريكي أظهر أنها كانت مناطق مهمة جدا، وأفقدت إيران القدرة على الدفاع الجوي، ويشير استهداف المنشأت التي تمتلك الوقود الصخري لتصنيع الأسلحة أوالمنشآت القريبة من مصافي البترول والمفاعلات النووية إلى أن الأنظمة الدفاعية التي كانت إيران تعتمد عليها تم تدميرها، وهو ما يعني أن السماء الإيرانية مكشوفة، ولهذا تحاول إيران التقليل من الأمر، وتحاول أخذ العالم باتجاه الحلول الدبلوماسية، ومن ثم كان طلب جسلة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الاعتداء باعتبارها إحدي دول المنظمة، ووفقا للمادة 51 يحق لها الرد والدفاع عن النفس"، وفقا له.
وأكد الجمل أنه "سيتعين على إيران أن تفكر جليا في طريقة ونوع الرد، وأعتقد أنه سيكون هناك تنسيق كبير بينها وبين الولايات المتحدة من أجل أن يكون ردا يحفظ ماء وجه إيران، وإلا إذا ذهبت إلى استهداف عمق تل أبيب وضرب أهداف استراتيجية لم يتم التوافق عليها مع الولايات المتحدة فإن المنطقة ستتجه نحو سجال كبير لا تريده واشنطن وهي على بعد أمتار من الانتخابات، فضلا عن صيرورة المنطقة لمزيد من إعلاء حالة الكراهية التي بدأت تزداد بشكل كبير لدي شعوبها".
وتوقع الخبير أن "تتجه إيران إلى خط التحرك الدبلوماسي لهدفين، أولهما إثبات حقوقها في الرد وحماية مشروعها في المنطقة، وهي مكاسب لن تتنازل عنها مقابل ضربات قد تفقدها أذرعها، والهدف الآخر هو الحفاظ على البرنامج النووي الذي تستطيع من خلاله موازنة المعادلة في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي تحاول الآن أن تستبق وصول ترامب للسلطة في الولايات المتحدة ومن ثم سيكون الرد الإيراني أقرب إلى الرد الدبلوماسي، وإذا كان هناك ضرورة من رد عسكري فسيكون بالتوافق من الإدرارة الامريكية"، وفق كلماته.