وتمكن الباحثون من تطوير جزيء جديد قادر على مكافحة آلام الاعتلال العصبي في مرض السكري وذلك ضمن فريق علمي دولي.
ووفقًا للمختصين، لا توجد مثل هذه المسكنات في الأسواق العالمية اليوم، حيث تم عرض النتائج في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.
لا تنشأ آلام الاعتلال العصبي بسبب إصابات خارجية، ولكن بسبب أمراض الجهاز العصبي، وترتبط هذه الآلام بأمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان والسكري، ولكن قد يعاني منها سبعة إلى ثمانية في المائة من سكان العالم دون سبب واضح.
وأوضح خبراء من جامعة فولغوغراد التقنية الحكومية (VolgGTU) أن المسكنات التقليدية لمعالجة مثل هذه الآلام غير فعالة. ويعتمد علاج آلام الاعتلال العصبي المزمن اليوم على مضادات الاكتئاب ومثبطات امتصاص السيروتونين، والتي يؤدي استخدامها إلى تدهور نوعية حياة المريض.
في مرض السكري، يعد الاعتلال العصبي من المضاعفات الشائعة التي لا تؤدي فقط إلى انخفاض القدرة على العمل، بل غالبًا ما تكون سببًا في تطور الآفات الشديدة التي تؤدي إلى إعاقة شديدة ووفاة المرضى. وأضافت الجامعة أنه لا توجد حاليًا أدوية فعالة وآمنة لعلاج مثل هذه الحالات.
وقد قام أخصائيون من جامعة فولغوغراد الطبية الحكومية (VolgGMU) مع زملاء من الولايات المتحدة الأمريكية بتوليف جزيء قادر على الحد من آلام الاعتلال العصبي دون التسبب في آثار جانبية وإدمان.
وأوضح فلاديمير بورميستروف، رئيس قسم الكيمياء العضوية في جامعة فولغ غوتنبرغ، أن " الدراسات أظهرت فعالية الجزيء المطور على الحيوانات، وكذلك سلامته. فالحيوانات المصابة بألم الاعتلال العصبي السكري المستحث التي تم إعطاؤها العقار كان لديها عتبة ألم أعلى بكثير. كما تبين أيضًا انخفاض سمية هذا المركب (لم يلاحظ موت الحيوانات وتغيرات في الأعضاء الداخلية عند إعطاء 2000 ملغم/كغم من المادة)".
وأضاف بورميستروف، أن العمل جارٍ حاليًا على تحسين بنية الجزيء من أجل تحسين ملف الحرائك الدوائية - توزيع المادة الفعالة في جسم الإنسان.
وتابع الأخصائي "يعد تحسين المظهر الحركي الدوائي للجزيء ضروريًا لتحسين التوافق مع جسم الإنسان. نحن الآن بحاجة إلى صنع دواء يمكن تناوله بفعالية في شكل أقراص وليس فقط عن طريق الحقن. بالإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى إنشاء بنية للجزيء تتمتع بنقاء براءة الاختراع، أي أنها ستكون جديدة تمامًا. وستكون الخطوة التالية لفريقنا هي التحضير للتجارب السريرية على البشر"
يذكر أن هذا العمل يتم بمنحة ودعم من مؤسسة العلوم الروسية.