وأوضحت وسائل إعلام أمريكية، في تقرير لها، أن "صور الأقمار الصناعية، التي تم التقاطها في شهر مارس/ آذار ويوم أمس الثلاثاء، تظهر اختلافا في مركز شاهرود الفضائي في محافظة سمنان، فيما يقول محللون إن هذا المركز كان يستخدم على الأرجح لإنتاج صواريخ باليستية متوسطة المدى".
ووفقا لوسائل الإعلام، "فيبدو أن الهجوم الإسرائيلي على إيران أصاب القاعدة التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، ويصنع فيها صواريخ باليستية ومنصات إطلاق صواريخ كجزء من برنامج الفضاء الإيراني"، مشيرة إلى أن الضرر، الذي لحق بالقاعدة الفضائية، يثير تساؤلات جديدة حول الهجوم الإسرائيلي، خاصة في ضوء حقيقة أن إيران أكدت حتى الآن أن إسرائيل هاجمت محافظات إيلام وخوزستان وطهران وليس في محافظة سمنان الريفية حيث تقع القاعدة.
وقال فابيان هينز، خبير الصواريخ وزميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يدرس إيران: "لا نعرف ما إذا كان الإنتاج الإيراني قد تأثر كما يقول البعض، أم أنه تضرر فقط، لكننا رأينا ما يكفي من الصور لإظهار أن هناك بعض التأثير".
ولم تعترف إيران بأي هجوم على "شاهرود"، ولكن بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بالعديد من المباني، يمكن تقدير أن الهجوم الإسرائيلي شمل هجمات محددة على القاعدة، وفقا للتقرير.
وأضاف هينز: "لا يمكننا أن نستبعد بنسبة 100% احتمال أن يكون الأمر شيئا آخر، ولكن من شبه المؤكد أن هذا المبنى تعرض لأضرار بسبب هجوم إسرائيلي".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، فجر يوم السبت الماضي، أن 100 طائرة من مقاتلاته شنت هجوما على إيران ونفذت "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية إيرانية".
في حين صرح قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، الاثنين الماضي، أن الضربة الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية تظهر يأس تل أبيب، وستكون لها "عواقب مريرة لا يمكن تصورها" على إسرائيل.
وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس الثلاثاء، من أنه إذا أطلقت إيران صواريخ باليستية مرة أخرى على إسرائيل، فإن الجيش سيرد باستخدام "قدرات لم نستخدمها" في الضربات الأسبوع الماضي.
وقال هاليفي في تصريحات داخل قاعدة رامون الجوية في جنوب إسرائيل: "إذا ارتكبت إيران الخطأ، وأطلقت وابلا آخر من الصواريخ على إسرائيل، فسنعرف مرة أخرى كيف نصل إلى إيران، ونصل حتى بقدرات لم نستخدمها هذه المرة، ونضرب بقوة شديدة كل من القدرات والأماكن التي تركناها جانبا في المرة السابقة"، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأوضح هاليفي أن إسرائيل لم تهاجم أماكن جديدة في إيران "لسبب بسيط للغاية، لأنه قد يُطلب منا القيام بذلك مرة أخرى، نحن لم ننهي هذا الحدث، ولكننا في منتصفه"، وفق قوله.