وفق الخبراء فإن حجم العلاقات والتنسيق بين البلدين على مدار العقود الماضية، ينعكس تدريجيا على مستوى التبادل التجاري والاستثمارات في البلدين، خاصة في ظل العلاقة القوية التي تربط بين البلدين.
وتعتبر الجزائر ضمن الدول الأفريقية المهمة التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع روسيا، إلى جانب مصر والمغرب ودول عربية عدة.
ويرى الخبراء أن حجم التبادل البلدين لا يعبر عن حجم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين موسكو والجزائر، في ظل رغبة متبادلة وتطلعات للارتقاء بمستوى التبادل، والاستثمارات.
علاقات استراتيجية
من ناحيته قال البرلماني الجزائري بريش عبد القادر، إن العلاقات الجزائرية- الروسية استراتيجية، وتتميز بعمقها على مدار عقود.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا يرتقب أن يصل إلى حدود 4 مليار دولار سنويا خلال الفترة المقبلة.
تطلعات لزيادة التعاون
في مايو / 2023، أكد الممثل التجاري الروسي في الجزائر، إيفان ناليش، أن روسيا والجزائر تعملان على زيادة التجارة بين البلدين.
وقال ناليش، لوكالة "سبوتنيك": "يجري العمل على زيادة وتنويع حجم التجارة بيننا، القطاعات الواعدة لزيادة حجم التجارة بالنسبة لنا هي، الزراعة، وصناعة الأغذية، والتعدين، والأدوية، والهندسة، وأكثر من ذلك بكثير".
وبحسب ناليش، يبلغ حجم التجارة السنوية بين البلدين نحو 3 مليارات دولار.
تصريحات رسمية
في يونيو/ حزيران 2023، أكد وزير التجارة الجزائري الطيب زيتوني، إن الفرص والعوامل الرئيسية لرفع التبادل التجاري مع الجانب الروسي هي أولوية بالنسبة لبلاده.
وقال زيتوني في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن "الفرص والعوامل الرئيسية لرفع التبادل التجاري مع أصدقائنا الروس هي أولوية بالنسبة لنا، لأن الأرقام حاليا خجولة، فالجزائر تصدر فقط بضائع بقيمة 18 مليون دولار، وتستورد من روسيا بمليار و200 مليون دولار".
اتفاقية استراتيجة
وتابع الوزير الجزائري: "ولكن بعد توقيع الاتفاقية الاستراتيجية ستكون الجزائر بوابة روسيا للعالم العربي وأفريقيا وأوروبا أيضا، وسنفتتح مراكز للتجارة الحرة بين بلدينا وسيتي فورد أفريقيا على أساس رابح رابح".
في الإطار قال الباحث الجزائري نبيل كحلوش، إن العلاقات بين الجزائر وروسيا لها طابع تقليدي وأبعاد متعددة في الجانب العسكري والسياسي والطاقوي وغير ذلك.
تنسيق ثنائي
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، إن العلاقات بين البلدين "تتميز دوما بهوامش مناورة جيوسياسية متنوعة، وهو ما تطرق إليه الرئيس الروسي بوتين في رسالة التهنئة بمناسبة ذكرى الثورة الجزائرية مؤخرا حينما وصف العلاقات مع الجزائر أنها وصلت لمستوى "الشراكة الاستراتيجية العميقة".
ويرى الباحث الجزائري، أن" هناك عدة تحديات مطروحة بين الجزائر وروسيا أهمها الملفات الأمنية في شمال إفريقيا والتحولات الطاقوية في سوق الغاز والنفط، مما يعني أن التنسيق بينهما سيكون أكثر من ضروري للحفاظ على المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة".
محادثات ثنائية
وفي يونيو/ 2023، أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تبون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو، ووقعا إعلانا مشتركا يحدد عددا من مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، وتضمنت حزمة الوثائق إعلانا حول تعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والجزائر، والذي قال بوتين إنه "سيفتح مرحلة جديدة أكثر تقدما" في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي يونيو حزيران 2023، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن الجزائر شريك أساسي لروسيا في العالم العربي وأفريقيا.
وقال بوتين: "المحادثات مع رئيس الجمهورية الجزائرية، السيد تبون، كانت مثمرة للغاية. يتضح ذلك من خلال حزمة صلبة من الوثائق المشتركة بين الدولتين والوثائق الحكومية الدولية والمشتركة بين الإدارات، التي تهدف إلى زيادة تعزيز العلاقات بين بلدينا في مجموعة متنوعة من المجالات.
وتابع بوتين: "من الضروري تطبيق ممارسة التسويات بالعملات الوطنية بشكل مكثف، ما سيؤمن اقتصادات البلدين".
وفي إبريل/ نيسان 2024، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون، استقبل الممثل الخاص لرئيس روسيا لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وأضافت الخارجية الروسية أنه "خلال المحادثة التفصيلية، تمت مناقشة القضايا الحالية المتعلقة بمواصلة تعزيز العلاقات الروسية الجزائرية المتعددة الأوجه، والتي تتطور بروح الشراكة الاستراتيجية المتعمقة، في الوقت نفسه، تم التركيز المستمر لموسكو والجزائر على الحفاظ على علاقات منتظمة ووثيقة، وبناء التعاون المتبادل المنفعة في المجالات التجارية والاقتصادية والطاقة والاستثمارية والثقافية والإنسانية".