وأكد في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن القرار سيكون له تداعيات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أن الوكالة تعول على الموقف الدولي الرافض لهذا القرار لاستمرار تقديم خدماتها للاجئين.
وحذر أبو حسنة من الأوضاع الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة، ووصفها بالكارثية، حيث لم يسبق وأن وصلت إلى هذا الانحدار من قبل، حيث تدخل 30 شاحنة يوميًا فقط وهو ما يمثل أقل من 6% من احتياجات القطاع، وأن هناك 90% من أهالي قطاع غزة يعانون من الأمن الغذائي.
وإلى نص المقابلة..
بداية.. كيف ترى قرار إسرائيل الأخير بشأن إنهاء الاتفاقيات التي تسهل عمل وكالة "الأونروا" في قطاع غزة؟
القرار الإسرائيلي الذي يستهدف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يعد من القرارات الخطيرة وغير المسبوقة، لا سميا فيما يتعلق بالعلاقة بين الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، والدول الأعضاء في هذه المؤسسة الدولية، بما فيها إسرائيل.
ما تداعيات هذا القرار برأيك على الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين؟
قرار إسرائيل القاضي بإلغاء الاتفاقيات التي تسهل عمل الوكالة الإغاثي والإنساني في غزة، سيكون له تداعيات إنسانية كارثية على اللاجئين الفلسطينيين، ومن شأنه أن يؤثر بقوة على عمل الأونروا في القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة تحديدًا.
كيف تقيم موقف المجتمع الدولي الذي أعلن عن رفضه المطلق لقرار إسرائيل ضد الوكالة؟
هناك موقف دولي موحد من قبل المجتمع الدولي، تجاه هذا الحدث الجلل والكبير، الذي يتعلق بمحاولة دولة عضو في الأمم المتحدة إلغاء منظمة أممية هي الأكبر، الأونروا بداخلها أكثر من 30 ألف موظف فلسطيني، ومئات الموظفين الدوليين، وتعمل في 5 مناطق سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية غزة، وكذلك تضم في مدارسها أكثر من 600 ألف طالب، والملايين من الفرق الطبية، كما تبلغ العيادات التابعة للأونروا أكثر من 150 عيادة في مناطق الشرق الأوسط.
وما الذي تشكله الوكالة لمتلقي هذه الخدمات من اللاجئين الفلسطينيين؟
تشكل وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس والأردن ولبنان شريان الحياة الرئيسي لهؤلاء اللاجئين، حيث هناك ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على وكالة الغوث "الأونروا" اعتمادا كبيرًا ورئيسيا في حياتهم، خاصة اللاجئين في قطاع غزة.
وهل ترى أن الموقف الدولي الرافض للقرار بإمكانه إنقاذ الوضع الراهن؟
نحن في وكالة الأونروا، نعول كثيرا على هذه الانتفاضة العالمية والدولية في وجه ما يحدث باعتباره سابقة خطيرة، لأنهم يدمرون بهذه القضية النظام المتعدد الذي نتج وتشكل بعد الحرب العالمية الثانية، والذي كان من ضمن نتاجه تأسيس الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة.
وكيف سترد الوكالة على قرار إسرائيل؟
نحن مستمرون في تقديم الخدمات الإغاثية والإنسانية في القدس وغزة والضفة الغربية، ولن نتوقف على الإطلاق إلا إذا تم إيقافنا بالقوة عن تقديم هذه الخدمات، لكن نحن من الناحية الإنسانية نؤكد أن توقفنا عن تقديم هذه الخدمات في قطاع غزة يعني الحكم بالإعدام على هذا المكان المهم.
نحن نطبق تفويضا أمميا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأونروا ليست منظمة إسرائيلية بترخيص إسرائيلي، الأونروا لديها تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستواصل الأونروا تطبيق هذا التفويض بكل الطرق الممكنة.
تتحدث إسرائيل عن إمكانية إسناد مهام الأونروا إلى مؤسسات أممية أخرى.. ما إمكانية ذلك؟
أعتقد أن الجميع يدرك بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة مثل اليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي، أهمية وكالة الأونروا، وهذه المؤسسات أصدرت بيانا حاسما حول هذه الأقاويل، قالت فيه، إنها لن تستبدل الأونروا، وإنها لا تملك القدرات على أن تحل مكانها، ولا تستطيع القيام بذلك.
ولماذا برأيك تستهدف إسرائيل وكالة الأونروا؟
من الواضح أن الأونروا باتت أحد أهداف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، المطلوب رأس الأونروا، حيث هناك اعتقاد إسرائيلي بأن تصفية الأونروا يمكن معها تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي، بالتالي تصفية مفهوم الحل السياسي، وحل الدولتين.
وإلى أي مدى تعتقد أن هذا الأمر ممكنًا؟
يجب أن يكون معلوما للجميع، أن كل القرارات التي تتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، مثل قرار حق العودة وقرار رقم 194، وغيرها، صدرت قبل إنشاء الأونروا في عام 1948م، بينما الأونروا تم إطلاقها في عام 1949، بالتالي أي محاولة لشطب الأونروا لن تؤثر على القرارات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، وستبقى القرارات موجودة رغما عن كل ذلك.
حدثنا عن آخر مستجدات الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة؟
الوضع الإنساني الآن في قطاع غزة، كارثي للغاية، لم تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الانحدار في التزود بالمساعدات الغذائية والإمدادات الطبية، كما هي عليه الآن، حجم ما يدخل من شاحنات كمعدل يومي خلال شهر أكتوبر 30 شاحنة، وهو ما يمثل حوالي 6% فقط من احتياجات قطاع غزة.
هناك انعدام كبير في الأمن الغذائي، وحوالي 90% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، هناك حالات جوع حقيقية في مختلف مناطق قطاع غزة، بعض العائلات تتناول وجبة كل 48 و24 ساعة، وبالمشاهدة ومعرفة ذاتية، الفرد في غزة يحصل على رغيف من الخبز أو أقل يوميًا، وهذه الأوضاع ليست مسبوقة على الإطلاق.