وتحدث بوتين حول عدد من المواضيع الإقليمية والعالمية وأهم المستجدات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
وأضاف بوتين خلال كلمة ألقاها في منتدى "فالداي" بنسخته الحادية والعشرين، أن "النظام العالمي الجديد يتشكل أمام أعيننا والسنوات العشرين المقبلة قد تكون أصعب".
وأكد بوتين أن "لحظة الحقيقة قادمة، وأن النظام العالمي القديم ذهب بلا عودة، وأن الليبرالية الغربية أدت إلى التعصب والعدوان الشديد".
في الإطار علق البرلماني الجزائري، علي ربيج، على تصريحات الرئيس بوتين اليوم الخميس، بقوله : "إن حديث الرئيس بوتين بأن النظام العالمي القديم ذهب دون عودة، أصبح واقعا، حيث انخرطت روسيا والصين في إدارة الشأن العام الدولي بصورة أكبر". مشيدا بالدور القوي والهام الذي لعبه الرئيس الروسي في هذا الإطار ودفعه نحو تعدد القطبية وتعزيز التنمية والاستقرار والتعاون مع دول المنطقة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس الروسي أدار المشهد بجدارة مع الحليف الاستراتيجي الصيني، وعبّد الطريق نحو تعدد القطبية.
ولفت إلى أن العالم سيشهد بروز تكتلات إقليمية، وصعود لدول أخرى من المنطقة الأفريقية، والتي يمكن أن تلعب دورا هاما في إعادة التوازن للمشهد العالمي.
ويرى أن حركة "عدم الانحياز" ومجموعة السبع، وكذلك الاتحاد الأفريقي، يمكن أن يساهموا بقدر كبير في صياغة المشهد الجديد، بعد أن تأكد الانتقال إلى عالم متعدد القطبية، دون السيطرة الأحادية التي عملت عليها واشنطن لعقود.
وتابع: "الغرب أمام خيار وحيد وعليه أن يصحح هذه الأخطاء الاستراتيجية ارتكبها، خاصة في مسألة تجاوز القوانين والمعاهدات الدولية، وعدم الاحتكام إلى الأمم المتحدة، ورفض قرارات محكمة العدل الدولية، وكذلك استعمال الفيتو بطريقة متعجرفة وظالمة في حق الشعوب وفي حق الدول التي تبحث عن الأمن والاستقرار".
وشدد على أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يعي جيدا أن النظام الدولي متعدد الأقطاب أصبح مطلبا لجميع الدول، خاصة في ظل التجاوز لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية من قبل الغرب وواشنطن على وجه التحديد.
وأشار إلى أن واشنطن ستدفع نحو خلق التوترات والأزمات والصراعات والنزاعات والانقلابات العسكرية، لخلق حالة من الفوضى والفراغ الاستراتيجي والأمني، كما تعمل على تغذية هذه الصراعات للحد من استقرار تعدد القطبية.
وشدد على أهمية الدور القوي الذي تقوم به روسيا في إطار تعزيز تعدد القطبية، بما في ذلك دور تكتل "البريكس"، وما تلعبه الدول الأعضاء في إطار تعزيز التنمية والاستقرار والحد من الهيمنة الأحادية التي اعتادها الغرب لعقود.
كما شدد بوتين على أن "الغرب الجماعي حاول فصل روسيا عن النظامين العالميين الاقتصادي والسياسي والعقوبات الغربية ضد بلادنا لم يكن لها أي تأثير لأن العالم بحاجة روسيا".
وأضاف: "روسيا لا ترى في الحضارة الغربية عدوا لها ولا تطرح مسألة نحن أو هم، والصراعات الحادة تؤدي إلى تعقيد التنمية العالمية لكنها لا تمزقها والعالم يتغير بشكل كبير لا رجعة فيه".
وأشار إلى أن "روسيا لا تريد تعليم أحد أو فرض وجهة نظرها على العالم ولا يمكن الحديث عن أي هيمنة في البيئة الدولية الجديدة"، موضحا أن "تيار السياسة العالمية يعاكس تطلعات الغرب".