وأضاف واكيم في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "بوتين تناول في تصريحاته "المرحلة الانتقالية" التي سيشهدها النظام الدولي في العقدين المقبلين، مع تركيزه على ترسيخ أسس "النظام الدولي المتعدد الأقطاب"، الذي يضمن توزيع السلطة بين دول العالم بدلاً من احتكارها من قبل طرف واحد".
ورأى واكيم أنّ "الرئيس الروسي أوضح في المنتدى أنّ النظام العالمي الجديد الذي يسعى لبنائه يجب أن يرتكز على المبادئ الأساسية لسيادة الدول وحفظ العدالة للجميع، كما شدد على ضرورة الحفاظ على "التعددية الثقافية" باعتبارها قيمة أساسية في هذا النظام الجديد، في إشارة إلى أهمية احترام التنوع الثقافي والسياسي بين الدول".
وبحسب واكيم، فإنّ "هذه الرؤية تشير إلى تحدي هيمنة الغرب على النظام الدولي، الذي لطالما استخدم "مزاعم احترام حقوق الإنسان" ستارًا لفرض إرادته على العالم، رغم أن ممارساته كانت في كثير من الأحيان مخالفة لتلك الادعاءات".
من جهة أخرى، أشار واكيم إلى أنّ "بوتين تحدث عن ضرورة إعادة تنظيم الاستراتيجية الروسية للحفاظ على مصالح الأمن القومي"، مشيرًا إلى أنّ "روسيا تسعى إلى ترسيخ دورها ضمن منظومة عالمية جديدة، تختلف عن تلك التي فرضها الغرب تحت الهيمنة الأمريكية، ومن هنا ظهرت مبادرات مثل "منظمة شنغهاي" و"مجموعة البريكس"، والتي تمثل بديلاً حقيقياً للنظام الدولي الذي سيطر عليه الغرب".
كما لفت واكيم إلى أنّ "الرئيس الروسي نجح في إعادة بناء روسيا كدولة قوية ومستقلة، بما في ذلك استعادة ديناميكية المجتمع الروسي في مجالات الإنتاج والإبداع"، مشيرًا إلى أنّ "بوتين نجح في تحويل روسيا إلى قوة مؤثرة في النظام الدولي، من خلال سياسة "إعادة الهيكلة" التي تشمل كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية، في مواجهة الضغوط والعقوبات الغربية".
واستعرض د. واكيم "التصريحات التي ذكر فيها بوتين أنه عندما فرض الغرب عقوبات على روسيا، لجأت موسكو إلى البحث عن بدائل تتعلق بالشركات الكبرى ونظام الدفع الدولي، وقال بوتين إن روسيا اتجهت إلى تطوير "نظام سويفت" جديد مستقل يسمح لها بتجاوز القيود المالية التي فرضها الغرب، معتبرًا أن الولايات المتحدة الأمريكية، تواجه أزمة حقيقية في قدرتها على التعامل مع تراكم الديون وضعف بنيتها التحتية".
وحذر من أنّ "هذه التحديات قد تؤثر بشكل كبير على الوضع الداخلي الأمريكي، ما يعكس ضعفًا في القوة الاقتصادية التي لطالما كانت تمثل الركيزة الأساسية لهيمنتها العالمية".
وفي ما يخص القضية الأوروبية، أشار د. جمال واكيم إلى أنّ" بوتين تناول الوضع المعقد داخل أوروبا، حيث أعرب عن استغرابه من محاولات بعض القوى الأوروبية التي تسعى لبناء "أوروبا من دون روسيا وتركيا"". وطرح تساؤلاً مهما: "كيف يمكن أن تكون أوروبا كاملة من دون نصفها؟" في إشارة إلى دور روسيا وتركيا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
ولفت إلى أنّ "هذه المحاولات قد تؤدي إلى انقسامات داخل القارة، في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الاقتصادية والسياسية على الدول الأوروبية".
أما بالنسبة للسياسة الأمريكية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، رأى واكيم أنّ "بوتين أكد أن الأوروبيين يشعرون بـ"السخونة" بسبب سياسات ترامب التي كانت تركز على شعار "أمريكا أولًا"، مما زاد من التوترات عبر المحيط الأطلسي"، وقال واكيم إنّ "الرئيس الروسي قد أكد أن قضية ترامب مع روسيا قد تكون أسهل أو أكثر سلاسة مقارنة بما قد يحدث في منطقة شرق آسيا، حيث تتزايد التوترات والضغوط الدولية".