وأضاف المصري في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أنّ "بعد إعادة انتخاب ترامب ووصوله إلى البيت الأبيض مرة أخرى، باتت لديه رؤية استراتيجية جادة تختلف عن الإدارات السابقة، الأمر الذي سيدفعه للتعامل مع موسكو لتحقيق أهدافه في حل النزاعات الدولية على مختلف الأصعدة".
وقال المصري: "لا يمكن تجاهل العلاقة الجيدة بين ترامب وبوتين، والتي قد تسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، إلا أنّ الإدارة الديمقراطية التي سعت لعزل موسكو ترفض هذا الواقع، إلا أن ترامب يرى أن التعاون مع روسيا هو السبيل الوحيد لحل العديد من القضايا العالمية".
وتابع: أنّ "هذه العلاقة التي تربط ترامب ببوتين ربما تشهد تطورات إيجابية في المستقبل، وهو ما قد يعود بالفائدة على الأمن والسلم الدوليين في ظل التحديات الراهنة على الرغم من الاعتراضات الأوروبية على هذا التقارب، خاصة في ظل التوترات الحالية في أوروبا".
وأكد المصري أنه "من غير الممكن عزل روسيا كدولة ذات نفوذ قوي في النظام الدولي"، لافتًا إلى أنّ "هناك تباينًا في الرؤى بين إدارة ترامب والإدارات الديمقراطية بشأن هذا الأمر".
وقال: "العالم اليوم في حاجة ماسة إلى إدارة هذا التفاهم على عدة مستويات، لأن غياب التعاون بين القوى الكبرى قد يعرض الأمن والسلم الدوليين لخطر كبير، وهو ما لا يمكن أن تقبله الإدارة الأمريكية الجديدة ولا روسيا التي فرضت نفسها كلاعب مهم في السياسة الدولية".
وأوضح أن "التقارب بين ترامب وبوتين قد يعزز من قدرة الولايات المتحدة على وضع ملامح استراتيجية جديدة للمنطقة والعالم، في حين أن الدول الأوروبية، التي تشعر بالقلق من هذا التقارب، ليست قادرة حاليًا على فرض حلول أو اتفاقات دولية فعالة".
وأضاف المصري أنّ "الأوروبيين منزعجون من عودة ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية، والإدارة الأوروبية الحالية ضعيفة للغاية ولا تملك القدرة على فرض أي اتفاقات دولية تتماشى مع مصالحهم".
وأشار الدكتور المصري إلى أنّ "السياسة الأمريكية تجاه روسيا بدأت تأخذ منحى واقعيًا مع مجيء ترامب، الذي أدرك أهمية عدم عزل موسكو"، مؤكدًا أنّ "هذه النظرة أصبحت أكثر وضوحًا بين الأوساط السياسية الأمريكية، خاصة لدى الجمهوريين".
وقال: "لا يمكن عزل دولة كروسيا، التي تمتلك طاقة هائلة ولها نفوذ كبير في مجالات عدة، كما أنها تعد لاعبًا جيوسياسيًا رئيسيًا في العالم، وبالتالي فإن استراتيجيات العزل التقليدية التي كانت تعتمدها السياسة الأمريكية غير مجدية في العصر الحالي".
وشدّد على أنّ "روسيا تعتبر قوة اقتصادية كبيرة، حيث تمتلك احتياطات ضخمة من الغاز والطاقة، وهذا يجعل من الصعب تجاهلها في أي ترتيبات دولية تتعلق بإنتاج الطاقة أو الاقتصاد العالمي".
وتطرق المصري إلى موضوع الحلف الأطلسي، مشيرًا إلى أنّ "ترامب كان دائم الانتقاد لهذا التحالف العسكري"، قائلًا إن "ترامب يعتبر أن تسليح الناتو يتم عبر الولايات المتحدة، حيث تتحمل واشنطن العبء الأكبر في تمويله وتوفير الأسلحة له، في حين أن الحلف الأطلسي لم يحقق الكثير من النتائج التي تصب في مصلحة الولايات المتحدة".
وأضاف: "ترامب ينظر إلى الحلف الأطلسي من منطلق رجل الأعمال الذي يسعى لتحقيق ربح للولايات المتحدة، لذلك فهو يرى أن استمرار تمويل الناتو يجب أن يكون مبنيًا على تحقيق مصلحة اقتصادية للولايات المتحدة".
وفيما يخص السياسة الاقتصادية، أشار المصري إلى أنّ "الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى إلى استعادة الدور الاقتصادي للولايات المتحدة، وهو جزء من استراتيجية ترامب والجمهوريين للتركيز على القضايا الداخلية وتنمية الاقتصاد الأمريكي".