وأوضح العمري في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "هناك مسعى أمريكي للحفاظ على هيمنتها على المسرح الدولي، في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة الاعتراف بالقوى الصاعدة، في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها النظام الدولي".
وتساءل العمري عن القدرة السياسية للولايات المتحدة على التكيف مع هذه التحولات. وقال: "انطلاقًا من الواقعية السياسية، يبقى السؤال الأبرز: هل تستطيع الولايات المتحدة الاعتراف بالتبدل العالمي الذي يحدث الآن من حيث التوازنات الدولية؟" وأضاف أنّ "الدول الكبرى، مثل دول البريكس، تسعى بشكل بعيد عن الصراع العسكري إلى إجراءات اقتصادية ونقدية تهدف إلى إنشاء مؤسسات بديلة عن المؤسسات الغربية، وهو ما من شأنه فرض واقع جديد على العالم".
وبخصوص تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي قال فيها إنه "يمكنه إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة"، اعتبر العمري أنّ "هذا التصريح غير واقعي بشكل كامل".
وبيّن أنّ "أزمة أوكرانيا، بما تحمله من تعقيدات جيوسياسية وتاريخية، تتطلب وقتًا طويلًا للوصول إلى حل شامل". وأضاف: "فيما يتعلق بالمسائل الجيواستراتيجية التي تشكلت بفعل السياسات الغربية، هذا كله يجعلنا أمام أزمة تحتاج إلى وقت طويل لحلها، ومن الواضح أن الجانب الروسي لم يتفاعل بشكل إيجابي مع هذا التصريح".
وتطرق العمري إلى "قدرة ترامب على اتخاذ قرار حاسم بوقف الأزمة في أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنّ "القرار لا يعتمد فقط على الولايات المتحدة، بل على الموقف الأوروبي". وأوضح أنّ "أوروبا هي الأكثر تضررًا من تبعيتها لأمريكا، خاصة في ظل الظروف الحالية". وقال: "من الواضح أن أوروبا، خلال عهد ترامب، ستدفع فاتورة باهظة، حيث أن عقلية التاجر التي يتبعها ترامب قد تفرض عليها خيارين: إما أن تواصل دعمها لأوكرانيا مقابل دفع الأموال، أو أن تنسحب الولايات المتحدة وتترك أوروبا في مواجهة مع روسيا".
واختتم محمد نادر العمري تصريحه، بالقول: "إن أوروبا ستكون أمام سياسة ابتزاز أمريكية، حيث يتم وضعها في موقف صعب بين خيارين لا ثالث لهما: إما الاعتراف بنصر روسيا أو الاستمرار في دعم أوكرانيا بشروط قاسية".