وقالت المفوضية، في تقرير لها، إن "أكثر من 34 ألف شخص سجلوا لدى المفوضية بعد انتهاء الصراع في المنطقة ما رفع العدد الإجمالي في مراكز التسجيل التابعة لها في طرابلس إلى 53.5 ألف شخص".
وأفاد التقرير بوصول نحو 128 ألف سوداني، أي بمعدل 400 إلى 500 وافد جديد يوميا، في الكفرة، معتبرة أن الطبيعة غير المنتظمة للدخول، والبيانات العشوائية التي تتقاسمها السلطات، والحدود البرية النائية الشاسعة مع تشاد ومصر والسودان، إلى جانب التحركات نحو المدن على طول الساحل، يظل من الصعب توفير عدد دقيق للاجئين السودانيين.
وقالت المفوضية، إن "استمرار وصول السودانيين إلى ليبيا يزيد من الاحتياجات الأساسية لللاجئين وخاصة في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والغذاء والمأوى، ويظهر ظروفا صحية مثيرة للقلق، مما يتطلب مساعدة فورية، بما في ذلك الدعم الغذائي".
وأشارت المفوضية إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي تعاني من الإجهاد الشديد مما يزيد من خطر انتشار الأمراض، مشيرة للحاجة إلى الدعم الفوري لزيادة فرص الحصول على المياه.
وأعلنت منظمة الـ"يونيسف"، في وقت سابق، عن تخصيص مبلغ مليون جنيه إسترليني لتعزيز الاستجابة الإنسانية للعائلات السودانية النازحة والمجتمعات الليبية الأكثر احتياجا في منطقة الكفرة.
يهدف هذا الدعم إلى تحسين الوصول إلى خدمات حماية الطفل الأساسية وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي في حالات الطوارئ.
كما سيسهم في تقديم خدمات منقذة للحياة للعائلات السودانية، بما في ذلك الأطفال، في ظل النزوح والصراع المستمر، مع دعم المجتمعات المحلية التي تواجه ضغوطًا متزايدة على الموارد المحدودة.
سيمكّن المشروع الـ"يونيسف" من تقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي وحماية الطفل، بالإضافة إلى تحسين مرافق المياه والصرف الصحي، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية الحيوية وتوزيع أدوات النظافة الشخصية.
في هذا الإطار، أفاد عبد الله سليمان المتحدث الرسمي لبلدية الكفرة بأن أعداد اللاجئين السودانيين المتجهين نحو مدينة الكفرة تشهد تزايدًا مستمرًا، حيث يصل آلاف اللاجئين إلى المدينة يوميا، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تعتبر تقديرية.
وأوضح سليمان في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن حملة جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية انطلقت، أمس الاثنين، بالتعاون بين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، جمعية الهلال الأحمر في الكفرة، المجلس البلدي، وجهاز الهجرة غير الشرعية.
وأضاف أن الحملة شهدت استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين، حيث تم تسجيلهم، وتقديم الدعم الصحي والنفسي لهم، ومن ثم توزيع المعونات بعد حصولهم على بطاقات تعريفية.
وأشار إلى أن الحملة مستمرة حتى نفاد المعونات، والتي تقدر بنحو 5000 حصة، كما قدم المجلس البلدي مساعدات إضافية لدعم هؤلاء اللاجئين، مؤكدًا أن جميع المخيمات في المدينة ستستفيد من هذه المساعدات.
وأعرب سليمان عن قلقه مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، مشددًا على الحاجة إلى مزيد من الدعم من المنظمات الدولية والحكومة الليبية لحماية اللاجئين من البرد القارس.