أوضح العلماء أنه يمكن تطهير الماء (إزالة البكتيريا والفيروسات منه) باستخدام تلك الأغشية البوليمرية الرقيقة ذات مسام، مثل الغربال، تسمح بمرور السائل، ولكنها تحتفظ بالكائنات الحية الدقيقة أو الفيروسات، ولكن هذه الطريقة لها عيب، حيث إنه إذا كانت المسام صغيرة جدًا وقابلة للمقارنة بحجم الفيروسات، فإن الترشيح يكون بطيئًا جدًا، وتصبح عملية تنقية المياه طويلة وغير فعالة.
ولذلك، يسعى العلماء إلى إنشاء أغشية ترشيح سريعة ذات مسام كبيرة (أكبر بعدة مرات من حجم الفيروسات)، التي من شأنها قمع نشاط الجزيئات الفيروسية.
وفي هذه الحالة، فإن الفيروسات، على الرغم من قدرتها على المرور عبر المادة، ستفقد قدرتها على إصابة الخلايا، وفي هذه الحالة، تتم تنقية وتعقيم المياه من البكتيريا التي تكون خلاياها أكبر من حجم المسام بطريقة ميكانيكية.
ولهذا الغرض، ثبّت الباحثون كميات محددة من جسيمات الفضة والكركم النانوية على سطح الغشاء، وتم اختيار الكركم وجزيئات الفضة النانوية بناء على دراسات سابقة أظهرت أن هذه المواد تمنع نشاط مجموعة متنوعة من الفيروسات، بما في ذلك فيروس الهربس، بالإضافة إلى ذلك، الكركم له تأثير مضاد للجراثيم، ولذلك غالبا ما يتم تضمينه في بعض الأدوية المضادة للالتهابات.
وأجرى العلماء عدة سلسلة من التجارب على فيروسات مختلفة، الهربس (فيروس الهربس البسيط )، التهاب الفم (فيروس التهاب الفم الحويصلي)، الأنفلونزا (فيروس الأنفلونزا)، فيروس التهاب الدماغ والعضلة القلب، ولتقييم فعالية المادة، قارن الباحثون مقدار انخفاض عدد الجزيئات الفيروسية النشطة في المحلول بعد مرورها عبر الغشاء.
وتبين أن الغشاء يثبط 99% من جزيئات فيروس الهربس وفيروس التهاب الفم، وكان تأثير هذه الأغشية على فيروس الأنفلونزا وفيروس التهاب الدماغ والعضلة أضعف، وفي هذه الحالة، تم منع 80% إلى 85% من الجزيئات، بحسب مجلة "scientificrussia" العلمية.
ويشير هذا إلى أن الكركم مع جسيمات الفضة النانوية يعمل بشكل انتقائي، وعلى نحو غير عادي، فعلى الرغم من أن مسام الغشاء كانت أكبر من جزيئات الفيروس، فمن خلال تطبيق خليط من جزيئات الفضة النانوية والكركم، كان تأثير التطهير قويًا كما هو الحال مع ترشيح المسام الدقيقة.