وقالت مصادر إعلامية إن هوكستين سيستكمل بحث مسودة الحل التي سلمتها السفارة الأمريكية، في بيروت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام، حيث يعتقد أن هناك نقاط لا تزال عالقة في اتفاق التسوية.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال المحلل السياسي، إيلي نيسان، إن "هوكستين كان مترددا في القدوم إلى المنطقة، بسبب خلافات بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني حول مطلب إسرائيل بأن يكون لها حرية التعامل مع خروقات "حزب الله"، ومطالبتها بألا يكون هناك تموضع لقوات "حزب الله" في الجنوب، فضلا عن منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، ولهذا قام وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي، رون ديرمر، بزيارة إلى روسيا للتنسيق من أجل هذا الموضوع".
وأوضح نيسان أنه "إذا كان هدف هوكستين سد الفجوات بين إسرائيل و"حزب الله"، ومن ثم يتوجه إلى إسرائيل بتفاهمات حول الورقة التي قدمتها إسرائيل وأمريكا لرئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، ومن ثم ينقلها إلى "حزب الله" وإيران، وإذا نجح هوكستين في سد الفجوات فربما سيتم توقيع اتفاق يدخل حيز التنفيذ خلال شهر أو شهر ونصف، ويعود سكان جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى منازلهم"، معربا عن اعتقادة بأن "إيران أوصت "حزب الله" بالعمل على التوصل لاتفاق، رغبة منها في إنقاذ "حزب الله" بعد تكبده خسائر كبيرة".
وأوضح خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، د. بيير عازار، أن "الموضوع أكبر من قضية وقف إطلاق النار، أو نجاح هوكستين في بلورة اتفاق، لأن التركيز على قرار 1701، وهذا القرار تم توقيعه قبل أن يتخلي لبنان عن خط 29 البحري عام 2006، وبالتالي كان الوضع سياسيا آنذاك أقوى بكثير، ولهذا تسعى إسرائيل اليوم إلى إنعاش هذا القرار بعد أن حصلت على خط 29 الذي سيمكنها فيما بعد، وفقا للقانون الدولي، من المطالبة بالجرف القاري الملاصق للحدود البرية اللبنانية من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الآن، والتي تضم الصخور البحرية التي تحتوي على الموارد البترولية".
واعتبر الخبير أن "إسرائيل تريد إحياء هذا الاتفاق لأنها فشلت عسكريا، بعد أن تمكن "حزب الله" من إعادة إنتاج نفسه وإلحاق خسائر كبيرة بالقوات الاسرائيلية، ولأول مرة في تاريخ الحروب يستطيع فصيل مقاومة أن يصد جيش نظامي، ولهذا تحاول إسرائيل إيجاد مخارج وحلول وقرارات سياسية تشكّل مكاسب تظهر وكأنها انتصرت في الميدان".
وأكد عازار أنه "عندما يوافق لبنان يوافق مجددا على تنفيذ قرار 1701، بعد خسارتة لخط 29، فإنه يفقد رويدا رويدا هذه المناطق البرية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد استعادة نهر الليطاني، وستمثل موافقة لبنان على القرار بداية مؤشر أن أسرائيل ستستطيع أن تبدل بعد عقود حدودها الجغرافية مع لبنان، لأنها تسعى إلى تحقيق مملكة إسرائيل التوراتية الكبرى، وإذا لم تتمكن من تحقيقها عسكريا وميدانيا ستحاول فعل ذلك عبر أدوات أخرى اقتصادية أو بالقوة الناعمة".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي