المجاعة تشتد في خان يونس جنوبي قطاع غزة وازدياد حالات سوء التغذية
11:30 GMT, 20 نوفمبر 2024
بعد مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب "مجازر" ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
Sputnikويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأمم المتحدة بأن "9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة، نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب، مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً".
وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وهذه الظروف أدت إلى زيادة معاناة السكان، وبات عليهم المحاولة في كل يوم للحصول على القليل من الغذاء، وسط كارثة إنسانية مستمرة هناك، بسبب نقص الإمدادات الأساسية من طعام وماء ودواء.
وتشتد المجاعة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبات الطحين مفقود والجوع يطرق بطون السكان، وفي مخيم الأمل للنازحين شرق خان يونس، يحاول النازح محمد الرقب البحث عن طعام، ولم يبق شيء يسد رمق عائلته.
وقال محمد لوكالة "سبوتنيك": "هناك مجاعة كبيرة جدا وغلاء فاحش، وأنا أصوم حتى يرزقني ربي، وحفيدتي طلبت مني الطعام ولم أستطع إحضاره، وضحكت عليها وهي في حضني، وأنا أقول لها بعد قليل سيأتي الطعام، والآن سأذهب للبحث عن طعام لعليّ أجد تكية أو أحدا من الجيران عنده طعام".
1 / 4
خان يونس... النازح محمد الرقب
2 / 4
المجاعة تشتد في خان يونس جنوب القطاع وازدياد حالات سوء التغذية
3 / 4
المجاعة تشتد في خان يونس جنوب القطاع وازدياد حالات سوء التغذية
4 / 4
المجاعة تشتد في خان يونس جنوب القطاع وازدياد حالات سوء التغذية
وأوضح قريب محمد، النازح خالد الرقب لـ"سبوتنيك": "لا يوجد طحين، لا يوجد طعام، وفي هذا المخيم يتواجد نازحون من رفح ومن خان يونس، والجميع يبحث عن الطعام".
1 / 2
النازح خالد الرقب خلال عمل التكيات للنازحين في خان يونس في جنوب قطاع غزة
2 / 2
النازح خالد الرقب خلال عمل التكيات للنازحين في خان يونس في جنوب قطاع غزة
ووسط المخيم، تجمع النازحون حول قدر من العدس تم طهيه على النار، ويقول الشاب فوزي النجار لوكالة "سبوتنيك":
"مثل هذا الطعام لا يأتي كل يوم، فمنذ 10 أيام لم تأتي تكية، أو أية مساعدات، واليوم هو استثنائي، فقد تم طهي العدس وتوزيعه على النازحين".
1 / 2
عمل وتوزيع التكيات للنازحين في خان يونس في جنوب قطاع غزة
2 / 2
النازح فوزي النجار خلال عمل وتوزيع التكيات للنازحين في خان يونس في جنوب قطاع غزة
النازح محمد استطاع الحصول على بعض الطعام من التكية، وقال: "الحمد لله، ربنا رزقنا بتكية عدس مجروش أصفر، ونحن نقبل بكل ما يبعثه الله لنا، وهذه تعتبر وجبة غداء، ولعل الله يرزقنا وجبة في العشاء".
وتزداد مأساة أهالي جنوب القطاع بسبب نقص الطعام ونفاد الدقيق من الأسواق والمنازل، ومنع إدخال المساعدات الأساسية، ويصطف المواطنون والنازحون في طوابير أمام المخابز في خان يونس جنوب القطاع، لعدة ساعات من الانتظار في مشهد من التكدس والازدحام، يؤدي في نهاية الأمر للحصول على بعض الخبز أو العودة دونه، ذلك الرغيف الذي صار جزءًا من يوميات المعاناة لغالبية السكان.
1 / 3
طوابير الخبز الهائلة في خان يونس على خلفية المجاعة التي تشتد في جنوب قطاع غزة
2 / 3
طوابير الخبز الهائلة في خان يونس على خلفية المجاعة التي تشتد في جنوب قطاع غزة
3 / 3
طوابير الخبز الهائلة في خان يونس على خلفية المجاعة التي تشتد في جنوب قطاع غزة
وقالت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي براندز كيريس، إن "الأوضاع الإنسانية والحقوقية للمدنيين الفلسطينيين في أنحاء غزة، كارثية، ومكتب حقوق الإنسان وثق كيف أنَّ القيود المشددة المفروضة من إسرائيل على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين- بحلول نيسان/ أبريل - خلقت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة".
وأضافت: "نشير مرة أخرى إلى أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، محظور تماما بموجب القانون الدولي، والأسلوب الذي ينفذ به الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال غزة، يشير إلى أن أعمال إسرائيل لا تسعى فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب، ولكنه يشير أيضا إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة".
وتزداد الحالات المتواجدة في أقسام التغذية العلاجية في المشافي العاملة في القطاع، وفي مشفى ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، يتفقدv، قسم التغذية العلاجية وسط عجز المنظومة الصحية على تقديم الغذاء المناسب لحالات سوء التغذية.
وقال الطبيب خلف وهو يعاين حالة طفل مصاب بسوء تغذية: "هذا الطفل عمره سنة وأربعة شهور، يعاني من سوء تغذية، وهناك انتفاخ في الرجلين بسبب نقص البروتين، وهناك ضعف عام في الجسد، وحركته هزيلة للغاية، وهذه الأعراض بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة، ونحن على حافة المجاعة، فلا يوجد شيء، حتى المعلبات لم تعد متوفرة، ويعاني الأطباء من عدم توفر الغذاء الكافي في المشافي، كي نقدمه للأطفال، والمرضى، وحتى العلاجات المكملة أو البديلة غير متوفرة".
وأضاف: "عدد حالات سوء التغذية التي نستقبلها في قسم المبيت أو قسم المراجعة كبيرة وتزداد، وهناك حالات من الولادة المبكرة، والمشافي مليئة بالأطفال الخدج، وهذا يسبب عجز في أقسام التغذية العلاجية، وعند جميع الأطباء".
وقال النازح سليم جابر لوكالة "سبوتنيك": "9 أيام وابني في قسم التغذية، عمره أقل من سنتين، لكن لم نستفيد شيء، لا يوجد في المشفى غذاء، حالته تسوء كل يوم، لذلك أطالب بدخول مساعدات عاجلة للمشافي".
ويضيف النازح نزار فريد: "ابنتي عمرها شهرين، ووزنها 2.5 كيلو، وقد نقص وزنها نصف كيلو منذ ولادتها، بسبب سوء التغذية، ولا يوجد تغذية للأم حتى تستطيع أن ترضعها".
وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، إن "ظروف الحياة بأنحاء غزة لا تصلح لبقاء البشر على قيد الحياة".
وأضافت: "السلع والخدمات التجارية الأساسية، بما في ذلك الكهرباء، قد تم قطعها إلى حد كبير، ما أدى إلى زيادة الجوع والجوع الشديد والمجاعة المحتملة".
وحذرت مسويا، من أن العالم "يشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية"، مضيفة أنه "يجب أن تكون هناك محاسبة للجرائم الدولية".
وأكد مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور، أن "برنامج الأغذية العالمي شهد انخفاضا كبيرا في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تدخل 58 شاحنة فقط يوميا، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف، ومعظم الشاحنات التي دخلت كانت تحمل مساعدات إنسانية".
وأشار بيان لبلدية خانيونس، إلى أن إمدادات الوقود توقفت منذ نحو أسبوع، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل خدماتها الأساسية، وحرمان أكثر من 1,2 مليون مواطن ونازح من الحصول على مياه صالحة للشرب والاستخدام.
وأكدت البلدية تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية بعد نفاد الوقود، جراء تعنت السلطات الإسرائيلية في إدخاله إلى القطاع، وأوضحت البلدية في بيانها التحذيري، " أنَّ نفاد الوقود سيتبعه توقف في عمل محطات الصرف الصحي وتدفق مياهها في الشوارع، مما ينذر بانتشار الكوارث البيئية والصحية وتفاقم الأوبئة والأمراض بين السكان".
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 411 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 43 آلف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 103,740 آخرين.
وفي 7 أكتوبر 2023، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.