وقال هريدي في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إن "إسرائيل استفادت من هذه الأزمة، حيث أن حلف الناتو ومن ورائه الولايات المتحدة ركزا على أوكرانيا، مما منح إسرائيل الفرصة لتقديم مواقف متقدمة تجاه قضايا المنطقة"، مشيرًا إلى أن "القرار الأمريكي الأخير الذي سمح لأوكرانيا باستهداف الأراضي الروسية قد ساهم في تصعيد العنف في المنطقة".
وأضاف أن "نتنياهو كان دائمًا يراهن على فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، مؤكدًا أن "نتنياهو يعتقد أن ترامب سيكون أقل حزماً في التعامل مع الخطط الإسرائيلية لضم الضفة الغربية".
ولفت السفير المصري إلى أن "بلاده تتعامل مع الصراع في الشرق الأوسط من منطلق القيم الإنسانية والتضامن العربي"، مشيرًا إلى أن "القاهرة ملتزمة بحل الدولتين كحلّ مثالي للقضية الفلسطينية". وأضاف أن "مصر تسعى جاهدة لتحقيق تقدم ملموس في القضية الفلسطينية عبر محاور استراتيجية، أولها توحيد الصف الفلسطيني".
وأوضح أن "مصر تلعب دورًا محوريًا في جهود الوساطة بين حركتي "فتح" و"حماس" منذ عام 2007 بهدف تعزيز الوحدة الفلسطينية".
كما أشار الدبلوماسي المصري إلى أن "مصر تعمل على حشد موقف عربي موحد للتعامل مع الإدارة الأمريكية المقبلة، خاصة في ظل المؤشرات التي تفيد بأن التعيينات الجديدة في الإدارة الأمريكية تميل أكثر لصالح إسرائيل".
وفي ما يخص العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، أوضح السفير هريدي أن "استمرار الحرب الإسرائيلية يهدف إلى تنفيذ المخطط الصهيوني التوسعي"، مشيرًا إلى أن "الوضع في غزة يتصاعد على سبع جبهات." وأكد أن "المفهوم العربي والفلسطيني للسلام يختلف تمامًا عن مفهوم إسرائيل وأمريكا لهذا السلام، خاصة بعد اتفاقات أبراهام"، التي اعتبرها السفير "خطوة لتقويض معادلة "الأرض مقابل السلام" بشكل يهدد الاستقرار في المنطقة".
وقال إن "مصر تعمل بشكل مستمر على تعزيز التعاون مع الدول العربية وأمريكا لتحقيق وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان"، مؤكدا أن "أحد المحاور الرئيسية هو إقناع الإدارة الأمريكية القادمة بضرورة الانصياع للمطالب الفلسطينية العادلة".
كما أشار ضيف "سبوتنيك"، إلى أن "مصر تسعى للضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية لحثهم على التراجع عن دعم إسرائيل غير المشروط، بعد استخدام واشنطن حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد عدة قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة".
واختتم السفير تصريحاته بالتأكيد على أن "التهديد لا يأتي من إسرائيل فقط، بل من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى"، مشدّدًا على أن "مصر ستظل ملتزمة بموقفها الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، وستواصل العمل مع مختلف الأطراف لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".