ترحيب باتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل لبنان
أكد السفير الفلسطيني لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل، أن القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رحبت رسميا بوقف إطلاق النار في لبنان، الذي تم برعاية أمريكية.
وأوضح أن الاتفاقية التي تمّت بين إسرائيل ولبنان، في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعني وقفا للقتل والتدمير الإسرائيلي الممنهج للمدنيين اللبنانيين، ولقد ضحّى شعب لبنان العظيم بالكثير من أجل فلسطين، وبالتالي نحن نأمل ونسعى ونرغب أن يكون وقف إطلاق النار دائم، لكي يتمكن لبنان الشقيق من إعادة بناء نفسه وتأهيل نفسه للفترة القادمة، من حيث انتخاب رئيس جديد للبلاد، وانتقاء دور أفضل للحكومة والدولة اللبنانية، التي كانت وستبقى داعمة ومساندة لفلسطين والقضية الفلسطينية.
وتابع: "لقد أثمرت جهود دولية عن وقف إطلاق النار في لبنان، ونأمل أن يتكرر هذا السيناريو في غزة، التي هي بحاجة سريعة وعاجلة لوقف عاجل لإطلاق النار، وفي حاجة إلى إدخال المساعدات بكمية كبيرة لها، ولمن لا يعلم غزة، فهناك أكثر من مليونين وربع مليون مواطن يعيشون بها، وهي في حاجة إلى 500 شاحنة غذائية ودوائية بصورة يومية، ولا يدخلها حاليا سوى أكثر من 200 - 250 شاحنة، بالإضافة لاحتياجات أخرى، وبالتالي نحن نريد أن يمتد وقت إطلاق النار من لبنان إلى غزة، وأن تتكلل الجهود الدولية لوقف شلال الدم، وهذه الكارثة الإنسانية بالنجاح، لكن وفق برنامج واضح المعالم".
5 مطالب لوقف الحرب في غزة
أكد السفير الفلسطينية لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل، أن وقف الحرب في غزة بعد مرور أكثر من عام على اندلاعها، يتطلب أولا وقف إطلاق النار فيها بشكل فوري، وثانيا فتح الحدود والمعابر لإدخال السلع والمواد الغذائية، وثالثا تنفيذ آلية سريعة للإفراج عن الرهائن والأسرى.
أما المطلب الرابع وهو الأهم بالنسبة للسفير كما أشار، فهو "عودة السلطة الوطنية الفلسطينية، الجهة الشرعية الوحيدة والقادرة على إدارة ملف غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وخامسا احتياج قطاع غزة إلى مشروع بناء كبير وهائل، من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي لإعادة إعمارها".
وتابع موضحا أن "قطاع غزة بحاجة إلى 70 مليار دولار كحد أدنى، وبحاجة من 7 إلى 10 سنوات لإتمام برنامج إعمار، وبالتالي يجب أن تتضافر كل الجهود والقوة والوسائل لإنجاز هذا الملف الهام، وهناك حاج ملحّة لعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه جميع الدول المساندة لفلسطين، وجميع الدول التي تنادي بحل الدولتين، وجميع الدول التي تتحدث عن عملية سلام شامل لإيجاد حل سياسي يستدعي الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وإيجاد حل نهائي لهذا الصراع، الذي ندفع ثمنه غاليا، وبالتالي هذا الملف يحظى بأهمية استثنائية، ونأمل أن ينعكس ما حدث في لبنان على فلسطين وعلى غزة وعلى الضفة الغربية".
وشدد السفير على أن "المعركة ليست فقط في غزة، وإنما أيضا في الضفة الغربية والقدس، فالاستيطان ومصادرات الأراضي يحدث بشكل ممنهج وكبير وواسع، وأنا لدي ملاحظة بهذا الموضوع، لقد عشت التجربة بكل تفاصيلها، وعندما وقعنا اتفاقية السلام في البيت الأبيض بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، كان هناك 72 ألف مستوطن في الضفة الغربية، والآن هناك ما يقرب من مليون مستوطن، وهذا يعني مصادرات للأراضي وتهجير للناس بصورة يومية، فضلا عن أن هناك تهويد للقدس بشكل ممنهج، وبالتالي على المجتمع الدولي التزامات كبيرة في هذا الموضوع، من خلال عقد مؤتمر دولي يضع حدا لهذا العنف الإسرائيلي، وهذا الجبروت الإسرائيلي، وهذه الإبادة الإسرائيلية في المنطقة".
هل سيضم ترامب الضفة الغربية إلى إسرائيل؟
ردا على تقارير إسرائيلية بشأن ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في شهر يناير/ كانون الثاني 2025، تساءل السفير الفلسطيني لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل: "هل أمريكا قادرة على إجبار إسرائيل بوضع حد لهذا الإجرام في غزة بطريقة أو بأخرى؟ طبعا في الضفة الغربية استغلوا ما حدث في غزة لتوسيع أنشطة الضفة الغربية، ولمعلوماتكم، فإن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير أمدّ أكثر من 200 ألف مستوطن بالسلاح في الضفة الغربية، مما يعني جيش آخر في الضفة الغربية يسيطر على أراضي ويصادرها، ويقتل الناس، وينتهك الممتلكات بشكل يومي وشكل دائم ومستمر".
وأردف: "بالتالي طبعا هناك دعوات إسرائيلية لضم الضفة الغربية، بدءا من ضم مناطق "سي"، ولمن لا يعلم مناطق "سي" في الضفة الغربية، فهي تشكل 62% من مساحة الضفة الغربية، وفي ظل قدوم إدارة أمريكية جديدة بزعامة ترامب، ويراهن عليها الجانب الإسرائيلي، فإن كل شيء ممكن في هذا الشأن".
وتابع: "إذا كانت إسرائيل جادة فعليا في عملية السلام، وتنوي التعايش في المنطقة، وأن تكون جزءا منها بصورة معقولة، فعليها أن توقف المجزرة في غزة، وأن توقف الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، وتهويد المناطق في الضفة الغربية، والاعتراف بحل الدولتين، غير ذلك ستبقى كل الأبواب مفتوحة، وفي هذا السياق أود الإشارة إلى قضية في منتهى الأهمية يمكن البناء عليها، وهو أن ما قامت به المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، من خلال ربط أي اعتراف لها بإسرائيل أو علاقات مع إسرائيل في المرحلة القادمة يجب أن يكون مرتبطا بحل الدولتين، وهذا ما أشار إليه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة العربية الإسلامية، التي عُقدت في الرياض في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وضمّت أكثر من 80 دولة في العالم لمناقشة القضية الفلسطينية".
شعب صامد على أرضه رغم الكوارث
شدد السفير الفلسطيني بموسكو، عبد الحفيظ نوفل، على أن "الأمور لا تسير في صالح إسرائيل"، موضحا أنه "رغم كل ما يحدث في فلسطين من كوارث وانتهاكات، ورغم كل الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة من دمار شامل، وأنها اصبحت مكانا غير قابل للعيش فيه، إلا أنه لا يوجد هجرة للفلسطينيين، فالناس رغم المجاعة ورغم القتل ورغم التضحيات، إلا أنهم صامدون على بقايا هذه الأرض، وكذلك الحال في الضفة الغربية، نحن نعيش في فلسطين التاريخية كما نقول: "من البحر الأحمر حتى البحر الميت"، 14 مليونا، وبالتالي لا يوجد حل آخر سوى ايجاد حل سياسي عقلاني يستند للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة".
وتابع: "أما إذا بقيت إسرائيل رافضة قاعدة الشرعية الدولية، فعلى العالم أن يتخذ موقفا مختلفا، نحن لدينا الآن 149 دولة تعترف بدولة فلسطين، والعالم كله يتحدث عن الشرعية الدولية، وإيجاد حلول عادلة، وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل، من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي كما أشرت في بداية حديثي".
واقترح نوفل: "هناك حديث متزايد في روسيا عن تطبيق نظام عالمي جديد، وأي نظام عالمي جديد أي كان هو بالتأكيد أفضل مما هو موجود بالنسبة لنا، لأنه سيكون تقريبا أقرب إلى العدالة، وكما قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطابه بمناسبة ذكرى بمناسبة ذكرى التضامن مع الشعب الفلسطيني، أنه لا حل في المنطقة إلا بعد الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، من خلال حقه في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة مشروعة للاجئين الفلسطينيين، غير ذلك لا يمكن يكون هناك حلول، وشاء من شاء، وأبى من أبى، ولذلك هناك تغير كبير في المجتمع الدولي".
المجتمع الدولي يتغير بعد مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
تعليقا منه على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه المقال، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، قال السفير الفلسطيني لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل: "نحن لا نقول أنه سوف يتم اعتقالهم غدا، ولكن ما حدث هو رسالة بأن هناك تغير في المجتمع الدولي، وهنا نتساءل: لماذا الشعب اليهودي الذي عانى من محرقة "الهلوكوست" في عهد الزعيم النازي، أدولف هتلر، يطبّق نفس التجارب على الفلسطينيين؟".
وتابع: "من المؤكد أنتم العاملين في الإعلام تتابعون ما يحدث في المؤسسات والجامعات وفي مؤسسات المجتمع المدني وفي الحكومات من رفض للانتهاكات الإسرائيلية، كذلك هناك كثير من الدول التي ترفض استقبال نتنياهو أو أعضاء حكومته، وبالتالي هناك بداية تغيير مزعج كثيرا لإسرائيل، لذلك يجب البحث عن حلول جدية وعقلية، وطبعا في إسرائيل لا زال هناك بعض العقلاء يفكرون بالمنطق، وهو وجوب البحث عن حل الدولتين، وغير ذلك فإن طريق الجحيم مفتوح للجميع".