راديو

هل تفتح مفاوضات جنيف الباب أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني؟

أفادت وسائل إعلام غربية بوجود تقدم "ضئيل" في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني بين طهران والترويكا الأوروبية المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتي عقدت في جنيف، يوم الجمعة.
Sputnik
وأكد ممثلو "الترويكا الأوروبية" في المباحثات الدبلوماسية مع طهران، الاتفاق بشأن مواصلة المشاورات.
وقال وكالة الأنباء الإيرانية "إيسنا"، يوم السبت، إن ممثلي "الترويكا" اتفقوا، عقب اجتماعهم على استمرار المباحثات الدبلوماسية، وعقد اجتماع بحضور كبار الدبلوماسيين من جميع الأطراف.
وبعد انتهاء المحادثات التي جرت خلف الأبواب المغلقة، قال ممثلو الأطراف إن المباحثات ركزت على البرنامج النووي والعقوبات المفروضة على إيران والقضايا الإقليمية، وقال بيان لوزارة الخارجية الألمانية وكبار الدبلوماسيين الفرنسيين والبريطانيين إنه تم الاتفاق على مواصلة هذه المباحثات في المستقبل القريب.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير الشؤون الإيرانية، الدكتور حكم أمهز، إن "هذا الاتفاق مرتبط بالدول الأوروبية أكثر مما هو مرتبط بإيران، لأن طهران لم تنسحب من الاتفاق، وحتى بعدما انسحب ترامب بقيت إيران ملتزمة به لمدة عام كامل، لكن عندما وصل الأمر إلى انسحاب واشنطن، وعدم التزام أوروبا بالالتزامات التي وضعتها على نفسها وبآلية إنستكس بدأت إيران في تقليص التزاماتها بالاتفاق".
واعتبر أمهز أن "الإشكالية الأساسية الآن أنه لم تعد هناك ثقة بين إيران والدول الأوروبية"، مشددا على "ضرورة أن تكون هناك ضمانات بيد إيران حتى تثق بأي اتفاق يمكن أن يعقد في المرحلة القادمة ولا يضر بمصالحها الوطنية، كما أن هناك أمر آخر يتعلق بالشروط التعجيزية المرتبطة بقدرات إيران العسكرية، حيث يريد الغرب تجريد إيران من قدراتها الصاروخية والباليستية والمسيرات وغيرها، ولهذا توجد عمليا كثير من الإشكاليات التي تبعث على احتمال ألا تصدر أجواء إيجابية عن اجتماعات جنيف".

وأكد الخبير أن "أوروبا ليس بيدها شيء وقد أصبحت منقادة بشكل كامل للولايات المتحدة بعد أزمة أوكرانيا، وتعيش حاليا حالة رعب من مجيء ترامب إلى السلطة وبداية مطالباته لهم بدفع مزيد من الأموال للناتو".

من جانبه، أوضح المحلل السياسي كامل المرعاش أنه "لم تنجح محاولات الغرب وإسرائيل في إيقاف برنامج إيران النووي"، معتبرا أن "إيران فرضت واقعا جديدا، ربما سيكون هناك تعاطي جديد للإدارة الأمريكية مغاير لنهج إدارة بايدن التي كانت تربط الملف بقضايا أخرى وبتقزيم النفوذ الإيراني وتربطه أيضا بقضايا سياسية تتعلق بعلاقة إيران بروسيا".

وأوضح أن "كل هذه الملفات ربما تشهد تغييرا كبيرا، حيث أن ترامب رجل تجارة ومال"، معربا عن اعتقاده أنه "سيصل إلى تفاهمات غير مسبوقة حتى فيما يتعلق بالملف الإيراني رغم التصريحات الأولى التي أعطت انطباعا مخالفا، لكن التجربة أثبتت أن بإمكانه اتخاذ مواقف مختلفة"، على حد قوله.

وأكد المرعاش أن "ايران أصبحت قريبة جدا من إنتاج القنبلة النووية، ولن يستطيع الغرب ولا ترامب إيقاف ذلك خاصة في الظرف الدولي الحالي"، مشيرا إلى أن "إيران حليف قوي لروسيا ولها علاقات واسعة مع الصين، وبالتالي أصبحت لاعبا إقليميا مهما خاصة بعد أن أثبتت أنها قادرة بالوصول بصواريخها إلى أماكن بعيد، كما أن النظام العالمي يتجه إلى تعدد الأقطاب ولن يستطيع ترامب تغيير هذه المعادلة أو إعادة التاريخ إلى الخلف، لكنه ربما يستطيع إبقاء أمريكيا قوية لكنها لن تكون القطب الأوحد في العالم"، بحسب قوله.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة