باحث في العلاقات الدولية: أحداث سوريا هي امتداد للمشروع الإسرائيلي لتشكيل شرق أوسط جديد

رأى الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طارق فخري، أنّ "ما يحدث في سوريا هو امتداد للمشروع الإسرائيلي الهادف إلى تشكيل "الشرق الأوسط الجديد"، بعد فشله في كل من غزة ولبنان"، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تحقيق مجموعة من الإنجازات التكتيكية في لبنان ليقدمها على أنها "سردية انتصار"، ويعرضها على الداخل الإسرائيلي".
Sputnik
وأوضح فخري في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "نتنياهو يعمل على "تراكم إنجازات تكتيكية" على مستوى محور المقاومة، ليقدمها للداخل والخارج كإنجازات فعلية". ولفت إلى أنّ "هذه التصرفات من قبل إسرائيل كانت متوقعة، خصوصاً أن نتنياهو كان صريحاً في خطابه عندما قدم للشعب الإسرائيلي أسباب وقف المعركة في لبنان والتوجه نحو الساحة السورية بعد تهديدات الرئيس السوري بشار الأسد".

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أنّ "الساحة السورية تمثل تحديًا ذا مسارين: الأول يتعلق بالضربات الجوية الإسرائيلية التي تهدف إلى تمهيد الطريق للحركات التكفيرية، التي من شأنها خلخلة بنية الدولة في المناطق المستهدفة، أما المسار الثاني، فهو يتعلق بقدرة هذه الفصائل على السيطرة على المناطق، مما يمكن أن يؤدي إلى دخول المنطقة في "لعبة الدومينو" لإسقاط المناطق بشكل تدريجي".

الجيش السوري يستعيد السيطرة على عدد من القرى في محافظة حماة وسط سوريا
وأكد فخري أنّ "هناك هدفين رئيسيين في ما يحدث في سوريا: الأول هو إخراج سوريا من محور المقاومة، وإذا فشلت إسرائيل في تحقيق ذلك، فسيتم اللجوء إلى الهدف الثاني الذي يتجسد في محاولة قطع خط الإمداد بين سوريا ولبنان في محاولة لخنق المقاومة".

وفي ما يتعلق بالوضع الحالي في سوريا، قال فخري: "من الواضح أن ما حدث في سوريا اليوم يشير إلى استعادة زمام المبادرة". وأوضح أنّ "الجيش السوري يعمل على استراتيجية عسكرية قادرة على امتصاص الاندفاعة الحاصلة من قبل المسلحين، واسترجاع ما سيطروا عليه". وأضاف أنّ "إيران وروسيا لن تسمحا بسقوط سوريا، وأن النظام الإقليمي والعربي لن يقبل بهذا الأمر".

وفي ما يخص الوضع في لبنان، أكد ضيف "سبوتنيك" أنّ "نتنياهو يحاول استعراض قوته في لبنان من خلال تصعيد المواقف بهدف تسويق صورة "نصر" للداخل الإسرائيلي، وخاصة لسكان الشمال".

وأضاف أنّ "حزب الله كان يسعى إلى تثبيت القرار 1701، لكن مع استمرار الخروقات الإسرائيلية، لا يمكنه أن يسمح بذلك، وردت المقاومة اليوم في مزارع شبعا". وأكد أنه "لا يمكن لحزب الله أن يبقى في حالة انكفاء دون أن يعيد التوازن إلى الميدان، لذا اختار الرد بشكل ذكي للغاية".

الأمم المتحدة: أكثر من 50 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب القتال في سوريا
وتحدث فخري عن المحاولات الإسرائيلية في غزة، حيث قال إنّ "نتنياهو يسعى للخروج من المأزق الذي أدخل نفسه فيه، سواء في غزة أو لبنان". وأشار إلى أنّ "نتنياهو وجد نفسه عاجزاً في الميدان اللبناني، وهو يواجه معارضة شديدة داخل إسرائيل، ويحاول من خلال هذه التصرفات الهوجاء تحقيق "نصر صوري" . وأضاف أنّ "نتنياهو انتقل من الساحة اللبنانية إلى الساحة السورية، حيث يسعى الآن لحشد جميع قواه لمحاربة إيران".
ورغم القوة العسكرية الإسرائيلية، أكد فخري أنّ "نتنياهو لم ينجح في تحقيق أهدافه سواء تجاه حماس في غزة أو في لبنان". وتابع أنه "حتى بعد اغتيال قيادات الصف الأول من حزب الله، فشل في تحقيق ما كان يأمل فيه، لذلك قرر القفز إلى سوريا".

أما على المستوى السياسي، أشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أنّ "النقاش الإسرائيلي حول "اليوم التالي" في غزة يشير إلى رغبة إسرائيل في تشكيل بناء سياسي اجتماعي جديد في القطاع". وأوضح أنّ "المعضلة الرئيسية لدى إسرائيل تكمن في كيفية حكم غزة بطريقة تمنع أي انتفاضة جديدة. وأضاف أن حماس لن تقبل بأن تُستبعد من المعادلة السياسية أو أن يُحذف دورها في إدارة القطاع".

وشدد فخري على أنّ "المقاومة الفلسطينية هي التي تمنع نتنياهو من فرض حكم عسكري على قطاع غزة، وأن العامل الأساسي هو ألا ترضخ المقاومة الفلسطينية للشروط الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي". وأكد أنه "لن يكون هناك العودة إلى حل الدولتين، خصوصاً في ظل رفض إسرائيل له منذ البداية". كما تساءل عن إمكانية أن "يوجه نتنياهو ضربة قوية لإيران قبل وصول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وتهديدات بتوجيه ضربة إلى البرنامج النووي الإيراني".
تصويت... برأيك هل تزامن أحداث حلب مع وقف إطلاق النار في لبنان "مجرد صدفة"؟
مناقشة