وأكد الباعور في الاتصال، على أن ليبيا التي خاضت تجربة مماثلة في الحرب ضد الإرهاب، تجدد دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها، بالإضافة إلى حرصها على أمن واستقرار الشعب السوري، وأن هذا التأكيد يعكس موقفا ليبيا داعما لسوريا في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، ويبرز أهمية التضامن بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة.
تضامن عربي
من جهته، قال المحلل الليبي، أحمد الزعيليك، إن "تصريحات الخارجية السورية السابق ليست مستغربة في الوقت الحالي، وموقف خارجية حكومة الدبيبة متوقع، خاصة مع التغيرات الحاصلة في المنطقة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك": "شاهدنا موقف الإمارات العربية المتحدة ورئيسها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد التحركات والتغييرات الأخيرة في سوريا".
وأوضح أن "التقارب بين سوريا وتركيا، وبين محور السعودية والإمارات ومصر من جهة والمحور القطري التركي من جهة أخرى، كل هذه العوامل تساهم بشكل كبير في صناعة الموقف الليبي".
وأكد أن "ليبيا خلال السنوات الماضية كانت مرتهنة لمواقف الدول العربية والإقليمية التي تساهم في صناعة المشهد الليبي، وهذه التغيرات الإقليمية كلها تصبح في مصلحة النظام السوري، وتصبّ أيضا في اتجاه دعم السلطات الليبية لنظام حكم بشار الأسد".
وقال إن "موقف ليبيا في هذا التوقيت جاء بسبب التغيرات الإقليمية، وأيضا هو يرجع إلى محاولة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، لبناء نوع من التوازن في علاقاته مع أنظمة الحكم في المنطقة".
وتابع موضحا: "نلاحظ أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة، عبد الحميد الدبيبة، تسعى لبقاء علاقة جيدة مع تركيا وقطر، وكذلك مع مصر والسعودية والإمارات في الوقت نفسه، ولعل ذلك يكون بسبب سعي حكومة الدبيبة للبقاء في السلطة، وتحقيق مكاسب طويلة الأمد من خلال استثمار التقارب السياسي الحاصل في المنطقة والتغيرات الجيوسياسية الأخيرة".
وأشار إلى أن "علاقة سوريا وليبيا علاقة قوية على المستوى السياسي والشعبي، ولكن العلاقة السياسية مرت بفترة من الجمود خلال السنوات التي تلت 2011، ولكن ذلك لم يؤثر على العلاقات الاجتماعية التي تربط شعبية البلدين".
ويعتقد المحلل الليبي، أحمد الزعيليك، أن "المجتمع الليبي لم يعد مهتما بالتفسيرات السياسية في المنطقة، على الرغم من علاقاته الجيدة مع الشعب السوري، إلا أن الشعب أنهكته سنوات النزاع، ولم يعد مهتما كثيرا بالشأن السياسي خارج حدود ليبيا".
وقال: "خلال السنوات الأخيرة، حدث تقارب كبير بين نظام بشار وحكومة سوريا والسلطات في شرق ليبيا وقيادة الجيش الوطني الليبي والبرلمان، وذلك نظرا للخلفيات والأوضاع السياسية وتشكل التحالفات في المنطقة، وبعد ذلك نرى تحسن العلاقة مع سلطات طرابلس، بعد قدوم حكومة الدبيبة، التي نراها تسعى لتحسين العلاقات مع كل الدول في المنطقة، بغض النظر عن توجهاتها أو علاقتها بليبيا".
دعم سوريا
فيما يعتقد المحلل والأكاديمي، محمود إسماعيل الرملي، بأنه "لا بد من إيجاد حل عاجل لوقف عملية تفكيك سوريا، إذ تُعدّ هذه العملية خطيئة جسيمة تهدد مستقبل البلاد".
وأضاف الرملي في تصريحات لـ"سبوتنيك": "يجب أن تُوجَّه جهود الدعم لتلبية تطلعات الشعب السوري في بناء دولة حقيقية، ووضع دستور يحمي حقوق جميع السوريين".
وقال الأكاديمي الليبي بأن "هناك مخاوف كبيرة من انزلاق سوريا نحو شبح الحرب الأهلية، مما يستدعي تحركا دوليا جادا لتحقيق الاستقرار".
وأوضح أن "ليبيا تعلن دعمها الكامل للشعب السوري، وهذا الدعم ينبع من الشعب الليبي والحكومة على حد سواء، وهو دعم موجه إلى الشعب السوري ككل".
أما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قال الرملي: "يتفق الليبيون جميعا على الوقوف صفا واحدا لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله"، وتابع: "لقد خاضت ليبيا معارك شرسة ضد التنظيمات الإرهابية في الماضي، وحققت انتصارات كبيرة، مما يجعلها تدرك أهمية القضاء التام على الإرهاب لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
واعتبر أن "الموقف الليبي الواضح هو دعم سوريا والشعب السوري دون السعي لإسقاط الأنظمة القائمة، بل التركيز على إيجاد حل يوقف نزيف الدم ويعيد السلام إلى البلاد".
وبيّن الرملي: "تجمع ليبيا وسوريا علاقات تاريخية متميزة، قائمة على أواصر قومية ودينية وثقافية مشتركة، فضلا عن المواقف المتبادلة التي دعمت التعاون والتضامن بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة"، واصفا هذه العلاقات، بأنها "كانت تتسم بالتكامل والتقارب حتى عام 2011، إذ شهدت تغييرات كبيرة بعد ذلك، لكنها لا تزال تحمل إرثا قويا من التعاون والتضامن"، وفق رأيه.
وأوضح بأن "ليبيا عانت في السابق من براثن الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي سيطرت على أغلب مدنها، مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وتركت تلك الفترة أثرا كبيرا على النسيج الاجتماعي، وأعاقت مسيرة التنمية في البلاد، ما استدعى جهودا محلية ودولية لاستعادة الأمن وإعادة بناء الدولة على أسس قوية".