وأكد الخبراء أن "المجتمع الدولي متواطئ ولن يتحرك ضد الإجراءات الإسرائيلية أو لوقف انتهاك القوانين التي سبق وأقرها بضمانات دولية".
وفي وقت سابق من يوم أمس، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جيش بلاده باستكمال السيطرة على المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي انتشاره هناك.
وقال كاتس، في بيان، إنه أمر الجيش أيضا بإنشاء "منطقة أمنية خالية من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنية التحتية للإرهاب" في جنوب سوريا، بما في ذلك خارج المنطقة العازلة، والتي قد تشكل تهديدا لإسرائيل، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
أطماع إسرائيلية
اعتبر المحلل السياسي السوري غسان يوسف، أن "إسرائيل استغلت انشغال سوريا بمشاكلها وأزماتها الداخلية والأحداث الأخيرة، وعدم وجود جيش سوري أو ضامن لاتفاق الهدنة، وقالت إنها تخلت عن الاتفاقية التي أبرمتها في السابق".
وبسحب حديثه لـ"سبوتنيك"، استغلت إسرائيل هذه الظروف وقامت باحتلال المنطقة العازلة مع سوريا، وهذا يؤكد أطماع إسرائيل في سوريا والمنطقة العربية.
وفيما يتعلق بالمجتمع الدولي، يرى غسان يوسف، أنه لن يتدخل في هذا الأمر، باعتبار أن اتفاق الهدنة بين سوريا وإسرائيل كان مصانا من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة.
وأوضح أن "المجتمع الدولي لن يكون له أي موقف أو دور لحماية الأراضي السورية من الأطماع الإسرائيلية أو لحماية الاتفاقيات التي سبق وتم توقيعها في السنوات الماضية لمنع الحرب والاشتباك".
تواطؤ دولي
من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن "الجانب الإسرائيلي بات نهما في ضم أراضي جديدة للاحتلال القديم، رغبة في التوسع وكأنه يطبق تصريح ترامب، أو يستغله كغطاء لهذه التحركات، بالإضافة إلى تحركات أولئك الذين وصفتهم أمريكا في السابق بأنهم إرهابيين ومطلوبين للعدالة، وحاليا يتم التسويق لهم إعلاميا وسياسيا على أنهم قادة المعركة الجديدة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الأمور تكشف نفاق المجتمع الدولي العاجز عن صد انتهاك القانون الدولي واحتلال أراضي الغير، وذلك بعد دخول القوات الإسرائيلية المدرعة والمشاة واحتلال المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، التي يفترض أن يتواجد بها قوات أممية، واتفاقية ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
وقال إن "هذه المنطقة تحتوي على إدارة مدنية سورية، بالإضافة إلى احتلال جبل الشيخ وهو أعلى 600 متر من أعلى نقطة في الجولان وداخل إسرائيل، ويكشف مساحة 150 كيلومتر في كل اتجاه، بعمق لبنان وسوريا".
وأوضح أن "هذه الإجراءات يغض المجتمع الدولي البصر عنها في تواطؤ ظاهر وواضح، وهو ما يجعل استقرار المنطقة مهدد طوال الوقت، حيث كان هشا، وبات أكثر هشاشة وتعرضا لانهيار في ظل هذه السياسات الإسرائيلية، وفي ظل هذا الجموح الإسرائيلي، وتواطؤ عناصر داخل المجتمع الدولي مع هذه الممارسات".
وشدد على أن "الوعي هو الذي يحصن الرأي العام الداخلي في سوريا وعربيا ودوليا لصد هذه الإجراءات والجرائم، التي لن تفضي في النهاية عن أي استقرار للمنطقة أو لسوريا المنهكة".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد أصدر تحذيرا، دعا فيه سكان 5 قرى حدودية جنوبي سوريا، إلى البقاء في منازلهم وعدم الخروج لأسباب أمنية.
وتعزز إسرائيل بنشاط دفاعاتها على مرتفعات الجولان وسط سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، واستيلاء قوات المعارضة المسلحة على جزء كبير من البلاد.
وأعلن قائد الجماعات السورية المسلحة أحمد الشرع (الجولاني)، فجر أمس الأحد، استمرار الحكومة السورية في أداء عملها بإشراف رئيس الوزراء محمد الجلالي، حتى يتم تسليم السلطة.
وفي ساعات الفجر الأولى من يوم أمس الأحد، قال رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، إنه مستعد للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري، مضيفا أنه سيظل في منزله، وأبدى استعداده لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة.