فبينما تواجه القوات البرية الأمريكية أزمة تتعلق بنقص المجندين، فإن القوات الجوية أيضا تعاني من نقص الطيارين العسكريين، في حين يواجه الأسطول البحري الأمريكي أزمات كثيرة منها نقص سفن الإمداد ونقص البحارة ومشاكل تشغيل الغواصات النووية، إضافة إلى أزمة الصدأ الذي يأكل هياكل السفن الحربية الأمريكية.
ويشير تقرير نشرته مجلة أمريكية متخصصة في الشؤون العسكرية إلى أن الصدأ أصبح أحد أبرز الأزمات التي يعاني منها الأسطول الأمريكي، مشيرة إلى أن ظهورها بصورة واضحة على هياكل السفن الحربية يبعث رسالة مفادها أن مستوى مهنية واحترافية الجيش الأمريكي تراجع بصورة كبيرة.
ويقول التقرير إن رصد الصدأ على هياكل السفن الحربية الأمريكية لم يعد حوادث فردية وإنما ظاهرة منتشرة بين سفن الأسطول الأمريكي نتج عنها أزمة ثقة لدى حلفاء واشنطن، الذين يعتمدون عليها في حمايتهم، كما أثّر سلبا على ما يمكن وصفه بـ"الهيبة" الاستراتيجية للجيش الأمريكي.
ويرى التقرير أن مظهر السفن يعد جزءا من صورة الجيش الأمريكي وركنا أساسيا من أركان الحرب النفسية التي تعتمد عليها الجيوش أمام خصومها في وقت السلم، كما أنه يسهم في زيادة ثقة الخصوم في أنفسهم في وقت الحرب، لأنهم يعتبرون أن الصدأ يمثل انعكاسا لواقع الإهمال داخل الجيش الأمريكي وغياب التنظيم إلى حد كبير.
ويقول التقرير إن الصدأ هو نتيجة طبيعية للعمل في بيئات بحرية قاسية، لكن السيطرة عليه يبعث رسالة للخصوم مفادها أن هذا الجيش منضبط إلى حد كبير، وعلى النقيض، فإن انتشاره كما هو الحال في السفن الأمريكية، يبعث رسالة معاكسة أن مستوى الجيش تراجع وأن قدرته على السيطرة على التحديات والصعوبات التي تواجهه أصبحت ضعيفة.
ويقول التقرير إن هذا الأمر يمكن تلخيصه في أن "الطاقم الذي لا يهتم بالتفاصيل الصغيرة مثل منع الصدأ على السفن، ينظر إليه الخصم على أنه أقل التزاما بالمهام الكبرى مثل التفوق في التكتيكات والقيادة البحرية".
يذكر أن الأسطول الأمريكي يصنف في المرتبة الـ4 عالميا بعد الأسطول الروسي والصيني والكوري الشمالي، ويمتلك 472 وحدة بحرية من طرازات مختلفة بينها 11 حاملة طائرات.
ما عدد وأنواع طائرات الجيش الأمريكي التي تتحطم في حوادث كل عام؟
© Sputnik