وزير الخارجية الإيراني: سوريا اليوم تمر بامتحان صعب

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن "الأحداث الأخيرة تشكّل فرصة سانحة من أجل إظهار الاحترام لآراء كل المكونات القومية، واحترام كل الاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا".
Sputnik
وقال عراقجي، في مقال، نشر اليوم السبت، إن "سوريا اليوم تمر باختبار صعب"، مضيفا أن "هناك تهديد ناجم عن تحركات التيارات الإرهابية، وهذا ما فاقم من القلق في المنطقة، كما أن هناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم".
وتابع: "من ناحية أخرى، هناك تحديات، ناجمة عن الاعتداءات والتدخل العسكري للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، وحلفائهما الإقليميين من الخارج".
إيران تصدر بيانا بشأن الهجمات الإسرائيلية على سوريا واحتلالها أجزاء من الجولان السوري
وأردف عراقجي، "هؤلاء ارتكبوا أخطاء إستراتيجية لا تُغتفر في حساباتهم، وهو أمرٌ لا يمكن كتمانه، لأن الاعتداءات والتدخل هدفهما الواضح هو هدم الصروح الاجتماعية والثروات العلمية والبنية التحية الاقتصادية والقدرة الدفاعية لسوريا".
واعتبر أن "السبيل للخروج من المأزق الحالي، والحفاظ على راية الاستقلال، واحترام شموخ الشعب السوري، وبقاء رايته خفّاقة، يكون عبر الحفاظ على الانسجام والتعايش بين أبناء هذا البلد، بالإضافة إلى الانتخابات الحرة، ضمن سياق تقرير مستقبل هذا البلد على أيدي جميع أبنائه".
وختم عراقجي، بالقول إن "احترام أصوات الشعب، يتم عبر انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب السوري، وتقود إلى تشكيل نظام سياسي اختارته كل مكونات المجتمع. وهو ما يشكل لبنة وتوجه السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي".
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، أكد الأربعاء الماضي، أن "ما حدث في سوريا كان مدبراً في غرفة القيادة الأمريكية والإسرائيلية".
حركة النجباء العراقية لـ"سبوتنيك": إيران تتحضر لضربة قاسية على إسرائيل ولا يوجد انقسام بين العراقيين
وقال خامنئي، في خطاب له: "أيضا حكومة مجاورة لسوريا تلعب دوراً واضحاً في هذا المجال ولعبت وما زالت تلعب - الجميع يرون ذلك، لكن العميل الرئيسي والمتآمر الرئيسي وغرفة القيادة الرئيسية في أمريكا والنظام الصهيوني، لدينا أدلة على ذلك وهذه الأدلة لا تترك مجالاً للشك".
وأكدت الحكومة الإيرانية، الثلاثاء الماضي، أن "العلاقات التي تجمع إيران بسوريا تستند إلى احترام وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية".
وذكرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن "الجيش السوري أظهر نوعا من العجز أو عدم الإرادة في منع دخول بعض المسلحين، ما أدى إلى تغيير النظام في سوريا"، حسب وكالة تسنيم الإيرانية.
وأعربت مهاجراني عن "تمنيات بلادها في الأفضل للشعب السوري وأن تكون التطورات القادمة خيرا وصلاحا لهم"، مؤكدة أن "إيران تتابع عن كثب التحولات الجارية في سوريا".
وكانت المعارضة السورية المسلحة قد أعلنت، الأحد الماضي، عن سيطرتها بالكامل على مدن سورية عدة وإسقاط النظام.
تقارير: تنسيق أمريكي-إسرائيلي لضربة تستهدف منشآت إيران النووية
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد مفاوضات مع عدد من المشاركين في الصراع، قرر الاستقالة من منصبه وغادر البلاد، معطيا تعليماته بانتقال السلطة سلميا، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.
من جهته، قال مصدر في الكرملين لوكالة "سبوتنيك"، إن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، وقدمت لهم روسيا حق اللجوء. وأشار مراسل وكالة "سبوتنيك" أيضًا إلى أن المسؤولين الروس على اتصال بممثلي المعارضة السورية المسلحة، التي يضمن قادتها أمن القواعد العسكرية والمؤسسات الدبلوماسية لروسيا.
مناقشة