ودأب علماء الفلك للبحث عن إجابات، ووجدوا نبضة أخرى، قادمة من مسافة 15000 سنة ضوئية، كان من الصعب أيضًا تحديد موقعها وسط المنطقة المزدحمة من الفضاء التي انبعثت منها.
والآن وجد العلماء نبضة ثالثة، على بعد حوالي 5000 سنة ضوئية، هذا النجم له أطول فترة حتى الآن، حيث ينبعث منه ومضات تتراوح مدتها بين 30 و60 ثانية، كل 2.9 ساعة.
وقد حدد علماء الفلك مصدرًا واحدًا يمكنه أخيرًا أن يخبرنا بما يسبب هذه الانبعاثات الغريبة، وهو النجم القزم كأحمر صغير في مدار ثنائي مع نجم قزم أبيض أصغر حجمًا.
كما تقول عالمة الفيزياء الفلكية ناتاشا هيرلي ووكر، من مركز جامعة كيرتن التابع للمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي في أستراليا: "يقع اكتشافنا الجديد بعيدًا عن المستوى المجرّي، لذا لا يوجد سوى عدد قليل من النجوم القريبة، ونحن الآن على يقين من أن نظامًا نجميًا واحدًا على وجه الخصوص يولد الموجات الراديوية".
وحظيت ما يسمى بالظواهر العابرة طويلة الفترة باهتمام واسع النطاق في عام 2022، عندما أبلغ علماء الفلك عن اكتشاف إشارة وامضة في بيانات أرشيفية من مجموعة مورشيسون وايدفيلد، وهو تلسكوب قوي يعمل بترددات راديوية منخفضة.
أطلق على النجم اسم غليم إكس جاي 162759، وتم تسجيله وهو ينبعث منه موجات راديوية لمدة 30 إلى 60 ثانية، كل 18.18 دقيقة، حتى مارس 2018 عندما توقف عن الوميض.
تم اكتشاف الإشارة الثانية، التي تم الإبلاغ عنها في عام 2023، في ملاحظات مورشيسون وايلدفيلد المتابعة في جزء مختلف، ولكن لا يزال مزدحمًا، من السماء، تم العثور على شيء ينبعث منه رشقات من الموجات الراديوية لمدة خمس دقائق كل 22 دقيقة.
وأظهرت نظرة على البيانات الأرشيفية أنه كان نشطًا منذ عام 1988 على الأقل، كان ذلك هو جي إم بي جاي، وهو أحد أنواع النجوم التي تصدر إشارات نابضة، إذ أنه نجم نيوتروني، يسمى بالنجم النابض، وهو النواة المنهارة لنجم ضخم تحول إلى مستعر أعظم، حسبما ذكره موقع "ساينس أليرت".
تصدر النجوم النابضة حزمًا من الموجات الراديوية أثناء دورانها، بحيث تبدو وكأنها تومض بينما نشاهدها؛ لكن ومضات النجوم النابضة لا تكون بطيئة أبدًا، وتحدث في فترات زمنية تتراوح من ثوانٍ إلى ميلي ثانية، الإشارة الثالثة، المسماة غليم إكس جاي 704- 37، مشابهة جدًا.
وتم العثور عليها في بيانات أرشيف مورشيسون وايلدفيلد أيضًا، حيث تصدر إشارة تستمر من 30 إلى 60 ثانية، كل 2.9 ساعة. لكنها في منطقة أقل ازدحامًا بكثير من الفضاء.