وارتفع معدل البطالة في البلاد إلى 21.3% خلال السنوات العشر الأخيرة بناء على نتائج الإحصاء العام 2024 الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط.
وقال رئيس المندوبية السامية للتخطيط (حكومية) شكيب بنموسى في مؤتمر صحفي خصص لتقديم النتائج التفصيلية للإحصاء العام للسكان لعام 2024 أمس الثلاثاء، أنه "خلال الفترة ما بين 2014 و2024 انتقل معدل البطالة من 16.2% إلى 21.3%".
وأضاف أن "المعدل انتقل من 19.3% إلى 21.2% بالوسط الحضري، ومن 10.5 إلى 21.4% بالوسط القروي".
أرقام مقلقة
من ناحيته قال رشيد ساري الخبير الاقتصادي المغربي، إن الأرقام المعلنة تطرح إشكاليات حقيقية، خاصة نسبة 21 % هو رقم كبير.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الأرقام توضح أن التكوين داخل مجموعة من الجامعات غير موجه نحو سوق العمل، ولا يأخذ بعين الاعتبار مسألة إدارة الأعمال، بالإضافة إلى أن نسبة 25% من طلاب الجامعات فقط يكملون تعليمهم دون رسوب أو تأخير، و25% تكمل تعليمها رغم التأخير، في حين أن 50% الأخرى تشكل معضلة.
وأشار إلى أن نسبة البطالة في صفوف الشباب تبلغ نحو 48%، وهو رقم كبير ويطرح إشكاليات كبرى.
هل حققت البرامج نتائجها؟
وتابع: "أرى أن البرامج التي جرى اعتمادها مؤخرا لم تحقق الأهداف المعلنة، بالإضافة للجفاف المتواصل منذ سنوات، وكذلك التغيرات المناخية التي تهدد القطاع الفلاحي".
ولفت إلى أن إحدى الإشكاليات تتمثل في توجيه الاستثمارات، التي لا تخلق مناصب شغل كبيرة.
في الإطار قال البرلماني السابق، جمال بنشقرون، إن النتائج التي أعلن عنها مخيفة، خاصة فيما يتعلق بنسبة البطالة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الأرقام كانت تشير العام الماضي إلى نحو 13%، لكنها ارتفعت بعد العام لرقم كبير ومقلق.
ولفت إلى أن نحو 2 مليون شاب مغربي دون عمل، رغم البرامج المعلنة من الحكومة السابقة والحكومة الحالية، ما يطرح إشكالية هامة بشأن المقاولات الصغرى.
تزايد نسب البطالة
وأشار إلى أن تزايد نسب البطالة يزيد من نسبة الجرائم والانصراف إلى مسارات منها زيادة الجرائم وما يترتب عليه من اكتظاظ في السجون وجوانب أخرى من شأنها أن تعرقل مسارات التنمية.
وشدد على ضرورة وضع البرامج التي تسهم في وضع حلول جادة للتغلب على الإشكاليات الحالية دون الاعتماد على التصورات أو البرامج الصحيحة.
في الإطار قال الدكتور علي السرحاني، المحلل السياسي المغربي، إن ما يعيشه العالم والمغرب مؤخرا يتمثل في عواقب أزمة كورونا.
فجوة بين مجالات الدراسة وسوق العمل
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك فجوة بين ما يتم تدريسه في الجامعات وسوق العمل، الأمر الذي يجب تجاوزه عبر تكوين مرتبط بسوق العمل.
ويرى أن ارتفاع عدد السكان فوق سن الـ 60، يرتبط بسبب نسب البطالة، إذ يحتاج الزواج بالضرورة لوجود فرصة عمل مستقرة يمكن من خلالها أن ينفق على أسرته.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل كل ما بوسعها لجلب الاستثمارات الأجنبية الضخمة التي يمكنها أن تحد من فرص البطالة.
أرقام هامة
وتوقع مشروع الموازنة العامة في المغرب نمو اقتصاد البلاد بنسبة 4.6% مع تضخم بنحو 2% عام 2025.
وفق المسؤول المغربي شكيب بنموسى، فإن النمو السكاني للمغرب تباطأ بنسبة 0.85%، كما انخفضت نسبة الخصوبة، وبدأ الهرم السكاني يتجه إلى الشيخوخة، إذ أظهرت النتائج أن كل امرأة مغربية لها أقل من طفلين، وهو أمر يأتي تحت عتبة تعويض الأجيال".
موضحا أن إن "بلوغ المغاربة 40 مليون نسمة لن يكون قبل 2048 أو 2050، حيث سيتم الوصول إلى الذروة الديمغرافية".
وسجلت نتائج إحصاء 2024 وصول عدد سكان المغرب إلى 36.8 مليون نسمة بارتفاع 2.98 مليون نسمة أو 8.8% مقارنة بآخر إحصاء في 2014.
كما ارتفعت نسبة التمدن من 51.4 % في تسعينيات القرن الماضي إلى 62.8% في 2024.