مستشار الرئيس الفلسطيني لـ "سبوتنيك": قرار الأمم المتحدة رسالة قوية لأمريكا وعزلة جديدة لإسرائيل

أشاد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، بقرار الأمم المتحدة الأخير بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
Sputnik
وقال في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، إنه بات واضحا للجميع، بأن المجتمع الدولي بدأ يتفاعل أكثر وأكثر مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويؤمن بالرواية الفلسطينية، ويصبح أكثر تفهما واقتناعا بوجوب إيجاد حل عاجل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
وأكد أن إسرائيل باتت تعاني أكثر من العزلة، فيما يزداد قبول القضية والرواية الفلسطينية عالميًا، وأضحى الاحتلال منبوذا من قبل الغالبية الساحقة من دول وشعوب العالم.
وتابع: "المشكلة الرئيسية في أن الولايات المتحدة لا تزال تنحاز لصالح الاحتلال على الرغم من مخالفته للقانون الدولي والشرعية الدولية، المطلوب الآن من أمريكا أن تكون إلى صف القانون الدولي وليس إلى صف من يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني".
واعتبر الهباش أن قرار الأمم المتحدة رسالة قوية للعالم ولأمريكا ولإسرائيل، مفاداها أن العالم لم يعد يطيق بقاء هذا الواقع المناقض للقانون الدولي، ولم يعد يتحمل أكثر جور وظلم الاحتلال وجرائم الحرب وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بإمكانية مساهمة هذا القرار في وقف العدوان الإسرائيلي وإجراءاته، مضى قائلًا: "هذا الانحياز الكبير للحق الفلسطيني، وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، هو رسالة قوية للاحتلال وللولايات المتحدة، ويزيد الضغوط على إسرائيل، وربما لا يكون كافيا في الوقت الراهن لثني قادة الاحتلال عن جرائهم، لكن يجب ألا نفقد الأمل والثقة، ونظل متمسكين بالقانون الدولي، حيث يمكن أن يأتي يوما ويضطر فيه قادة إسرائيل إلى الرضوخ للقانون والإرادة الدولية".
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، مشروع قرار يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بأغلبية ساحقة، حيث صوتت 172 دولة لصالح القرار.
ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار، باعتباره حقاً أساسياً غير قابل للتصرف وركيزة في ميثاق الأمم المتحدة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقالت الوزارة إن تصويت 172 دولة لصالح هذا القرار يرسل بارقة أمل للشعب الفلسطيني في وقوف العالم إلى جانبه في مواجهة الإبادة والاستيطان الاستعماري وإرهاب المستعمرين، ودعت وزارة الخارجية الدول التي لم تدعم القرار والتي انعزلت بتصويتها السلبي إلى مراجعة مواقفها، وأن تنضم إلى الأغلبية الأخلاقية والمتسقة مع القانون الدولي، كما ستواصل العمل مع مكونات المجتمع الدولي لتنفيذ هذه القرارات وتحويلها إلى آليات فاعلة لوضعها موضع التنفيذ.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل وأكثر من 106 آلاف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص مفقودا.
وتعاني كافة مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
مناقشة