وأشار العلماء إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في عملية التمثيل الغذائي وانخفاض في مقاومة الجسم للأمراض، حيث توفر النتائج فهمًا أفضل لكيفية تأثير مبيدات الأعشاب على الحياة المائية وتسلط الضوء على الحاجة إلى استخدام أكثر مسؤولية لمنتجات مكافحة الحشائش.
وبحسب مجلة "scientificrussia" العلمية، فأن في الزراعة الحديثة، يتم استخدام مبيدات الأعشاب بنشاط، وعلى سبيل المثال، تُستخدم المستحضرات المعتمدة على الغليفوسات في معالجة الحقول المخصصة لزراعة المحاصيل المختلفة، وكذلك الطرق وخطوط السكك الحديدية والمناطق الصناعية لحمايتها من النمو الزائد.
ولفت العلماء إلى أن الغليفوسات يتدفق إلى المسطحات المائية مع المطر، ومع ذلك، لا توجد بيانات كافية عن سميتها للحياة المائية، وخاصة الأسماك، لذلك من غير الواضح مدى أمان استخدام مبيدات الأعشاب التي تحتوي على الغليفوسات.
وقام العلماء بدراسة تأثير الغليفوسات والمنتج الرئيسي لتحلله الميكروبي الطبيعي في الماء، وهو "أمينوميثيل" حمض الفوسفونيك (AMPA)، على سمكة دانيو ريريو، وهي كائن نموذجي شائع لعلماء الأحياء، حيث تتميز دانيو ريريو بالنمو السريع، لذلك غالبًا ما يتم إجراء التجارب الفسيولوجية عليها.
وفي وقت سابق، أظهر الباحثون أن الغليفوسات و"AMPK" يغيران كمية البروتينات التي تشارك في إصلاح الحمض النووي، والتحكم في موت الخلايا وعمل الجهاز المناعي، وكذلك تنظيم عملية التمثيل الغذائي في كبد الأسماك.
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم كيفية تأثير الغليفوسات و"AMPK" على تركيزات البروتينات المشاركة في استجابات الإجهاد والحفاظ على توازن الأكسدة والاختزال في خلايا الكبد، وبعد 14 يومًا، قام الباحثون بتقييم حالة كبد السمكة، وتحديد تركيبة وكمية البروتينات في هذا العضو.
وأظهر الباحثون أنه في كبد الأسماك التي كانت في الماء مع مواد الاختبار، تم تثبيط عدد من الإنزيمات المضادة للأكسدة والبروتينات التي تحمي من الإجهاد التأكسدي، وهي حالة يزداد فيها إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية، مما يؤدي إلى تلف جميع أنواع الأكسجين.
وأكد الباحثون أن التغييرات الأكثر دراماتيكية حدثت في كبد الأسماك التي كانت في الماء بمزيج من مبيدات الأعشاب و"AMPA"، ويؤدي الجمع بين هذه المواد إلى تثبيط عمل بروتينات استقلاب النوكليوتيدات، مما يشير إلى خلل في الكبد.
وقال العلماء: "يعطل الغليفوسات و"AMPA"، خاصة في الخليط، عمليات التمثيل الغذائي الطبيعية في خلايا الكبد، والتي بدورها يمكن أن تسبب زيادة في تكاليف الطاقة في جسم الأسماك وتؤدي إلى إضعاف الحماية ضد مسببات الأمراض، ولذلك، ومن أجل تقييم مخاطر استخدام هذا المبيد بشكل أكثر دقة، ومن المهم إجراء المزيد من الدراسات لمحاكاة آثار الغليفوسات و"AMPA" على الأسماك الصغيرة والبالغة".