القاهرة - سبوتنيك. وقالت ستيفاني ترمبلاي، مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان: "يندد الأمين العام للأمم المتحدة بالتصعيد بين اليمن وإسرائيل. تثير الضربات الجوية الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، على مطار صنعاء الدولي ومواني البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن، القلق بشكل خاص. وتشير التقارير الواردة إلى أن الضربات الجوية تسببت بإصابات عديدة، وأدت إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 12 شخصًا".
وأضاف البيان: "ولا يزال الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء خطر حدوث المزيد من التصعيد في المنطقة، ويكرر دعوته لجميع الأطراف المعنية إلى وقف جميع الأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما يحذر من أن الغارات الجوية على مواني البحر الأحمر ومطار صنعاء تشكل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية في وقت يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى المساعدة المنقذة للحياة".
وأكد البيان أن "المزيد من التصعيد في المنطقة لا يزال يقوض جهود الوساطة، التي يقودها المبعوث الخاص إلى اليمن (هانز) غروندبيرغ، للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في اليمن".
وبحسب البيان، شدد الأمين العام على "وجوب احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني، حسب الاقتضاء، في جميع الأوقات؛ ويناشد الجميع احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ولا يجوز استهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الأوقات".
ومساء أمس الخميس، نفذت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على مطار صنعاء الدولي وقاعدة "الديلمي" الجوية في محيطه، ومحطة لتوليد الكهرباء في الضواحي الجنوبية لصنعاء، وكذا ميناءي الحديدة (غرب اليمن) ورأس عيسى النفطي (شمال غربي مدينة الحديدة)، ومحطة لتوليد الكهرباء شمال مدينة الحديدة، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين، حسب ما أفادت مصادر لـ"سبوتنيك".
وتأتي الغارات الإسرائيلية على اليمن، غداة إعلان جماعة "أنصار الله" اليمنية، شن هجوم بطائرتين مسيرتين على هدف وصفته بـ"الحيوي والحساس" في تل أبيب وسط إسرائيل، والمنطقة الصناعية في عسقلان (جنوب)، هو الثالث خلال 24 ساعة، ضمن الهجمات التي تنفذها الجماعة على إسرائيل والسفن المرتبطة بها وبأمريكا وبريطانيا، منذ تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.
سبق ذلك بساعات إعلان "أنصار الله" مهاجمة هدفين عسكريين في تل أبيب وسط إسرائيل، بصاروخين بالستيين فرط صوتيين نوع (فلسطين2)، خلال عمليتين منفصلتين.
ويوم الاثنين الماضي، تبنت "أنصار الله" هجومين بطائرتين مسيرتين من نوع (يافا) على هدفين للجيش الإسرائيلي في تل أبيب (وسط إسرائيل) وعسقلان (جنوب).
وكان زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، قد كشف يوم الخميس قبل الماضي، أن قوات الجماعة أطلقت منذ تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، 1147 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل إسنادًا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدفت 211 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.