الانتخابات التشريعية في تشاد… هل تحقق تطلعات الشارع؟

تستعد تشاد لإجراء الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة يوم الأحد المقبل، وسط تطلعات بتغيرات كبيرة في سياسة البلاد الخارجية.
Sputnik
مراقبون يرون أن الانتخابات التشريعية والمحلية بمثابة خطوة محورية نحو الانتقال الديمقراطي، في ظل توقعات بوصول العديد من الوجوه الجديدة للبرلمان.
يقول خبراء إن العديد من الملفات على طاولة البرلمان المقبل، والتي تأتي في مقدمتها العلاقات الخارجية التي تقوم على الندية وسيادة البلاد بعيدا عن الوصاية الفرنسية والشكل القديم في العلاقات التي ظلت عليه الأوضاع لعقود.
ولفت الخبراء إلى أن تحديات عدة تواجه تشاد التي تسعى لتقيم علاقات متزنة مع القوى الكبرى بما يضمن مصالح شعبها على أساس "رابح-رابح".

تطلعات الشارع

وزير الداخلية التشادي السابق: المنطقة تواجه تحديات صعبة مع دعم باريس للجماعات المسلحة
من ناحيته قال سليمان عبد الكريم، الكاتب والمحلل السياسي التشادي، إن الشارع يعول على أن هناك دماء جديدة تكون في قبة البرلمان، والغالبية تظن بأن هناك تكون شفافية نوعا ما، بعد ما تمكنت لجنة الانتخابات من إقصاء أغلب المؤثرين من الترشح.
وأوضح أن الانتخابات البرلمانية تجرى بشكل فردي، في حين أن أغلب المترشحين والأحزاب السياسية ذو ثقافة فرنكوفونية، نظرا لأن المثقفين بالعربية ليس لهم أحزاب سياسية مؤثرة، سوي بعض الجمعيات المدنية.
ولفت إلى أن الشارع يعتقد أن سبب التخلف ناتج عن الاستعمار الفرنسي، لذلك يصطف إلى جانب الرؤية الهادفة بالابتعاد عن فرنسا على كل المستويات.
ولفت إلى أن العديد من الملفات مطروحة على طاولة البرلمان المقبل، منها ملف مستقبل العلاقات مع فرنسا والسياسة الجديدة لرئيس الجمهورية التي تهدف إلى تغيير النمط القديم.

أهمية خاصة للانتخابات

تشاد تعلن بداية مغادرة القوات العسكرية الفرنسية المتمركزة في البلاد
فيما قال الأكاديمي إسماعيل محمد طاهر، إن أهمية الانتخابات التشريعية والمحلية التشادية تتمثل في الانتقال من الفترة الانتقالية إلى مرحلة جديدة تشكل فيها الحياة السياسية بناء على شرعية الانتخابات.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الانتخابات المرتقبة خلال أيام تؤشر بوصول الكثير من الوجوه الجديدة للبرلمان والمجالس المحلية.
ولفت إلى أن الوجوه الشابة في الحياة السياسية في تشاد يرحبون ويؤكدون على العلاقات الندية واحترام سيادة تشاد بعيدا عن الشكل القديم مع فرنسا.
ولفت إلى أن التيار الداعي للعربية والابتعاد عن الغرب يتواجد بقوة في الانتخابات الحالية، وممثل في بعض الأحزاب.
وفي وقت سابق، وقال رئيس المفوضية الوطنية لإدارة الانتخابات، أحمد باتشيريت، للصحافيين، إنّ "الانتخابات التشريعية والمحلية والبلدية ستجري في 29 ديسمبر 2024".
وأضاف أنّ "سلسلة الانتخابات المقبلة تكتسي أهمية كبيرة لأنها ستسمح لنا بطيّ صفحة المرحلة الانتقالية بشكل نهائي".
وقبل أيام غادرت فرقة من 120 جنديًا فرنسيًا تشاد في إطار انسحاب القوات الفرنسية من إحدى آخر المستعمرات السابقة التي لا تزال تحتفظ بوجود عسكري بها، بعد إنهاء الاتفاق العسكري بين البلدين.
اتخذت تشاد في 28 نوفمبر 2024، قرارا بإنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع باريس.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن سحبت فرنسا قواتها بالفعل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر في السنوات الأخيرة.
وكانت عملية الانسحاب بدأت رسميًا في وقت سابق من هذا الشهر برحيل طائرتين حربيتين فرنسيتين من طراز ميراج في 10 ديسمبر.
مناقشة