وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها، إن "النتائج التي أوردها التقرير هي تخمينية بالأساس، تستند إلى افتراضات كتطاول أمد الحرب، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، وعدم الاستقرار الاقتصادي".
وأضافت أن "حكومة السودان تؤكد إنها تظل دوماً حريصة على التخفيف من معاناة شعبها، وتعزيز الأمن الغذائي، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية"، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومعاونيها، والتي تسببت في معاناة هائلة للشعب السوداني ومحاسبة مرتكبيها.
وجدد البيان، تأكيد حكومة السودان، بأن السبب الرئيسي للأزمة الإنسانية، بما في ذلك التأثير على الأمن الغذائي، هو الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، والتي تسببت في نزوح المزارعين والتدمير المتعمد للبنية التحتية الزراعية وعرقلة وتحويل مسار المساعدات الإنسانية الموجهة إلى السكان المتضررين، والقيام بهجمات تستهدف عمال الإغاثة والقوافل اللوجستية".
وتابعت الخارجية السودانية أن "ذلك أدى إلى تقويض جهود الإغاثة كأداة للحرب، فضلا عن فرض تكتيكات الحصار، واستخدام التجويع كأداة للحرب ونهب المخزونات الغذائية واحتكار الموارد الأساسية، والتسبب في تضخم الأسعار إلى مستويات لا يمكن تحملها، تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق والأسواق وشبكات المياه والكهرباء، مما يزيد من إعاقة سلاسل الإمداد الغذائي، وتصاعد النزاع في المناطق الزراعية الرئيسية مثل دارفور وكردفان، ووقف أنشطة الزراعة والحصاد".
وكشف وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، أمس السبت، أن "أكثر من 50 % من مراكز غسيل الكلى في البلاد أصبحت خارج الخدمة".
وقال هيثم إبراهيم، في تصريحات صحفية، إن "ربع سكان البلاد في حالة نزوح وهذه أكبر كارثة إنسانية"، مشيرا إلى أن "المستشفيات تواجه صعوبات في تقديم الخدمات الصحية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع".
وأضاف أن "قوات الدعم السريع تستهدف بشكل متعمد وممنهج المستشفيات في انتهاك للأعراف الدولية"، لافتا إلى أنها استهدفت عددا من المؤسسات الصحية في مدينة الفاشر.
وأوضح إبراهيم، أن "هناك صعوبات في توفير العلاج الإشعاعي في البلاد وتم تدمير عدد من المراكز الصحية المختصة"، مضيفا أن الصندوق القومي للإمدادات الطبية تعرض للنهب والخسائر تقدر بـ 500 مليون دولار.
كما أعلن وزير الصحة السوداني ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في بعض المناطق إلى أكثر من 30%، مؤكدا تضرر 250 مستشفى جراء الحرب من بين 750 مستشفى في البلاد.
وختم الوزير هيثم إيراهيم، بالقول إن هناك "11 مليار دولار خسائر القطاع الصحي جراء الحرب وأن 1258 حالة وفاة وأكثر من 48 ألف إصابة بالكوليرا جراء تلوث محطات المياه".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.