كشف رئيس قسم الأسس الجينية للتكنولوجيا الحيوية ورئيس مختبر جينات الكائنات الدقيقة في معهد الوراثة العامة باسم "فافيلوف" التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاليري دانيلينكو، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، عن دواء مبتكر يظهر نتائج واعدة في معالجة الاكتئاب المرتبط بالسمنة، وهو جزء من مجموعة أدوية تهدف إلى تحسين حالة الميكروبيوم المعوي، الذي يُعد أحد العوامل المؤثرة في صحة الإنسان.
وقال دانيلينكو: "تم تطوير دواء من مجموعة ما يُسمى بالفارما بيولوجيا لعلاج التهاب القولون التقرحي غير المحدد لدى البشر في معهدنا".
وأضاف دانيلينكو، أن الدواء يتكون من مزيج من بكتيريا اللاكتوباسيلوس والبفيدوباكترية ذات النشاط المطلوب، وعلى الرغم من أن محاولاتنا لتوصيله إلى مرحلة التجارب السريرية لم تُكلل بالنجاح بعد، إلا أن هذا الهدف ما زال قائمًا ضمن خططنا.
وتابع دانيلينكو: "بناءً على السلالات التي نملكها، قمنا بتطوير 4 أو 5 مرشحين للأدوية. الأول هو الدواء الذي تم تطويره بالتعاون مع المركز الفيدرالي للبحوث في التغذية والتكنولوجيا الحيوية لعلاج حالات الاكتئاب المرتبطة بالسمنة، وقد اجتاز هذا الدواء المرحلة التجريبية من الأبحاث السريرية وحقق نتائج جيدة.
وأشار دانيلينكو إلى أن "الدواء الثاني الذي تم تطويره بالتعاون مع المركز العلمي لعلم الأعصاب موجه لعلاج مرض باركنسون، الآن في المرحلة النهائية من الأبحاث ما قبل السريرية، وأظهر نتائج جيدة جدًا وفقًا للأطباء. ومن الممكن أن تبدأ التجارب السريرية في نهاية العام المقبل".
ويعتبر الميكروبيوم المعوي (مجموعة البكتيريا الموجودة في الأمعاء) أحد أكثر المجتمعات الميكروبية التي يتم دراستها بشكل مكثف. ويعود ذلك إلى التعقيد الكبير في تركيبه وتعدد تفاعلاته مع جسم الإنسان، وهو بمثابة عضو مستقل بسبب تأثيره الكبير على الفسيولوجيا وصحة الإنسان.
ومع مرور الوقت، تتزايد الأدلة التي تشير إلى ارتباط الميكروبيوتا المعوية بتطور العديد من الأمراض، بما في ذلك الأمراض النفسية، وهو ما يعزز الفرضيات القائلة بتورط هذه البكتيريا في حدوث مثل هذه الاضطرابات.