أجرى فريق بحثي تجربة فريدة من نوعها لمقارنة الأداء الجماعي بين البشر والنمل في مهمة تتطلب التعاون لنقل حمولة كبيرة ذات حواف تمثل عوائق عبر متاهة ضيقة.
واستخدمت الدراسة نمط محاكاة مشكلة كلاسيكية تعرف باسم "تحريك البيانو"، وهي تحدٍّ شائع في مجالات التخطيط الحركي، حيث يتطلب الأمر تحريك جسم كبير وغريب الشكل عبر ممرات ضيقة ومعقدة.
وقام الباحثون ببناء مشكلة شبيهة في نسختين، الأولى كبيرة تسمح للبشر بنقل قطعة ما، والثانية صغيرة، وتستخدم لاختبار النمل، حيث تم وضع الحمولة داخل كيس يحتوي على طعام، مما جعل النمل يعتقد أن الحمولة عبارة عن طعام يجب نقله إلى المستعمرة.
وأظهرت الدراسة، عندما يوحد النمل قواه لحمل الحمولة الكبيرة معا، يتأثر كل منهم بتصرفات الآخرين ويحاول الاصطفاف مع المجموعة، هذا يمنح المجموعة ذاكرة قصيرة الأمد لكنها قوية تسمح لها بالاستمرار في اتجاه حركتها رغم العوائق، وهكذا فإن كل النمل متفق ومتعاون في حمل الحمولة معا.
أما بالنسبة للبشر، فإن تعقيد الدماغ البشري هو ما صعّب تعاونه، فعلى عكس النمل، يدخل كل شخص اللغز محاولا فهمه وحاملا أفكارا مختلفة حول تسلسل الحركات المطلوبة لتحريكه، بالتالي يتعقد المشهد ويصبح العمل الجماعي مرهق في ظل الآراء والأفكار المتعددة.