تقول إلهام، مصممة ديكور في دمشق لـ"سبوتنيك": "تم إيقاف السيارة التي تنقلني بشكل يومي من المنزل إلى المكتب. في العادة أجلس في الكرسي الأمامي بحكم أن السائق رجل كبير في السن وهو بمثابة والدي. ولكن عندما تم إيقافنا من قبل إحدى الحواجز الموجودة على الطريق، تم سؤالنا عن القرابة التي تربطني بالسائق، وعند معرفتهم أنه لا يربطني به صلة دم، طلبوا مني الجلوس في المقعد الخلفي مع تأكيدهم أنه من الممنوع الجلوس إلى جانب الرجل بحكم أنه غير محرم".
تتساءل الثلاثينية: "ماذا لو كان رجل وزوجته أو شاب وشقيقته، فهل يجب الفصل بينهما أيضًا، وخصوصًا في السيارات التي تحمل ركابها جلوسًا فقط؟".
قرارات لمنع "الاختلاط" في المحافظات السورية
© Sputnik
قصة إلهام ليست فردية كما يُردد أو يُقال، فمنيرة ذات 24 عامًا من محافظة حمص قالت لـ"سبوتنيك": "تم الفصل ما بين الرجال والنساء في وسائل النقل العامة، حيث يُسمح للرجال بالصعود عبر الباب الأمامي للجلوس، وللنساء عبر الباب الخلفي للجلوس في الخلف".
وتضيف الفتاة السورية: "من يخالف يُفرض عليه العقاب، والحجة أن الاختلاط ما بين الجنسين يعد ممنوعًا، وهو يؤدي إلى حدوث الفاحشة سواء من خلال التحرش أو الإغواء لأحد الطرفين، ولتجنب ذلك يجب اتباع هذا القرار"، مبينة أن "تطبيق القرار على أرض الواقع يعني أن الباصات أصبحت أكثر ازدحامًا، وخصوصًا في الجزء الذكوري منها، ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى ازدياد حالات السرقة والنشل من ضعاف النفوس واللصوص، والذين سيستغلون الازدحام بالتأكيد".
لم يصدر قرار رسمي من الإدارة الجديدة حول تطبيق الفصل بين الذكور والإناث في باصات النقل الداخلي العامة والخاصة في العاصمة السورية، ولكن بحسب تسريبات وسائل النقل العام العاملة في العاصمة السورية دمشق، فإن "الملف يجري العمل عليه بقوة، وسيتم تطبيقه على أرض الواقع خلال أيام، وذلك بعد أن نجحت التجربة في إدلب، ومن ثم حلب و حماه وحمص".
قرارات لمنع "الاختلاط" في المحافظات السورية
© Sputnik
يقول الباحث في الجماعات الإسلامية محمد العبد الله: "هناك مظاهر عودة نموذج الحسبة إلى المحافظات السورية باتت واضحة من خلال الأعمال والأفعال التي باتت تُنفذ اليوم، فالانشغال الأثير بفرض نموذج اجتماعي ونمط علاقات وحياة واحد على مجتمع متعدد".
وأضاف: "لا يتعلق الأمر فقط بصورة المنطقة وتخليصها من عبء السواد، ولكن بضيق الرؤية السياسية؛ لا يمكنك أن تنافس على مستوى وطني عام بنموذج يمثل ثقافة منطقة أو فئة فقط".
مبيناً: "من كانت تربيته - ذكرًا كان أو أنثى - في بيت أهله صالحة، فلن يضره وإن دخل لحانات القمار، ومن كانت تربيته فاسدة فلن يلتزم ويصلح وإن خالط الصحابة واعتكف في المساجد".
قرارات لمنع "الاختلاط" في المحافظات السورية
© Sputnik
وكانت قد نُشرت العديد من الفيديوهات والتصريحات الرسمية في جامعتي حلب ودمشق، يُطلب فيها التقيد والالتزام بالضوابط الشرعية من حيث اللباس الشرعي، والابتعاد عن الموضات المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، وتجنب الاختلاط بين الجنسين.
في حين أكد آخرون أن اللباس أو الحديث بين الرجل والمرأة لا يحمل أي إساءة أو مخالفة للأعراف والتقاليد في المجتمع، خاصة أن الاختلاط قد تجده في كثير من المهن والأماكن العامة، مثل المشافي والمواصلات وغير ذلك.