وقال موقع "ساينس أليرت" العلمي، إن هذا اللون الرمادي بدأ في الظهور على جلد الرجل قبل 5 سنوات.
وكشفت اختبارات الدم عن سبب الحالة، حيث تبين وجود عنصر الفضة في جسد المريض بتركيزات تزيد عن 40 ضعفًا عن تلك الموجودة لدى معظم الأفراد، حيث كان جسم الرجل مشبعًا بالكامل بهذا المعدن، ما تسبب في تجمعه على شكل حبيبات مؤكسدة صغيرة تحت جلده في أغشية غدده العرقية والأوعية الدموية والألياف الجلدية.
تُعرف هذه الحالة باسم "تفضض الجلد"، وهي عبارة عن تراكم للفضة في أنسجة الجسم، وهي حالة نادرة، ولكنها معروفة تاريخيًا، كانت قد أصابت الحرفيين وعمال المناجم الذين يعملون بشكل وثيق مع المعدن، ولكن في عدد من الحالات الأخرى، تم امتصاص العنصر من الأدوية التي تحتوي على الفضة لخصائصها المضادة للميكروبات.
ولا يزال استخدام الفضة الغروية مستمرًا دون دليل علمي يدعم فعاليتها، حيث حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من أن هذا المكون لا يُعتبر حاليًا وسيلة آمنة أو فعالة لعلاج أي مرض أو حالة، وغالبا ما يتم تسويق "العلاجات" القائمة على الفضة كمكملات غذائية بزعم أنها تساعد في طرد السموم أو تعزز مناعة الجسم.
ويتم امتصاص المعدن عادةً داخليًا عبر الرئتين أو الجلد أو الجهاز الهضمي كجسيم مشحون، ويترسب على نطاق واسع أثناء نقله في جميع أنحاء الجسم، وأينما تصل الأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس، يمكن لأيونات الفضة أن تلتقط إلكترونًا وتتحول إلى شكل يمكن أن يتفاعل لتكوين مركبات تعكس لونًا رماديًا أو أزرق باهتًا.
وتناولت دراسة حديثة، حالة الرجل البالغ من العمر 84 عامًا، والذي يتلقى علاجًا لورم حميد في غدة البروستات، على الرغم من أن دواءه الوحيد كان مضادًا للأندروجين شائعًا يسمى "فيناسترايد"، والذي لا ينبغي أن يحتوي على أي شيء يشبه الفضة.
وبعد أن عمل لسنوات كنادل، لم يُقدم المريض أي مصدر واضح لتلوث الفضة في مكان عمله، مع عدم ظهور أي تغييرات مماثلة في لون جلد جيرانه، إذ كان التعرض للفضة في بيئته المنزلية أيضًا غير مرجح.
ولحسن الحظ، من غير المرجح أن يكون للحالة تأثيرا كبيرا على صحة المريض على المدى الطويل. بصرف النظر عن الآثار التجميلية الطفيفة، فإن تراكم الفضة حميد نسبيًا في جميع التركيزات باستثناء أعلاها، حيث قد يؤثر في الغالب على امتصاص بعض المضادات الحيوية والأدوية مثل هرمون الغدة الدرقية (ثيروكسين).
ومع ذلك، سيواجه الرجل صعوبة في التخلص من لونه الرمادي الداكن إذا أراد ذلك، إذ لا توجد حاليًا أي تدابير معروفة يمكن أن تقضي على تراكم الفضة من الجسم.