كما أدى ذلك إلى اكتساب الممارسات الدنماركية مثل أسلوب الحياة "هيجي" شعبية في أماكن أخرى، وذلك وفقا لدراسة تم نشرها في موقع "ساينس أليرت" العلمي.
وأضافت الدراسة: "إن العيش في بلدان أكثر سعادة قد يكون جيدًا للعديد من الناس، ولكن بالنسبة للبعض، قد ينتهي الأمر بهم إلى الشعور بعدم القدرة على التحمل، ويكون له تأثير معاكس".
وذكر بروك باستيان، المؤلف الرئيسي للدراسة، أنه "ولسنوات عديدة، كنت أنا وزملائي نبحث في الضغوط الاجتماعية، التي قد يشعر بها الناس لتجربة المشاعر الإيجابية وتجنب السلبية".
ووفقا له، "يتم نقل هذا الضغط إلينا أيضًا من خلال قنوات مثل وسائل التواصل الاجتماعي وكتب المساعدة الذاتية والإعلانات. في النهاية، يطوّر الناس إحساسًا بأنواع المشاعر التي يقدرها أو لا يقدرها من هو حولهم".
وأشار باستيان إلى أنه "وفي مفارقة ساخرة، أظهرت أبحاثنا السابقة أن كلما زاد تعرض الناس للضغط بالشعور بالسعادة وليس الحزن، زاد ميلهم إلى الاكتئاب".
وبينما ركزت هذه الأبحاث السابقة في الغالب على الأشخاص الذين يعيشون في أستراليا أو الولايات المتحدة الأمريكية، كنا فضوليين بشأن كيف قد تكون هذه التأثيرات واضحة أيضًا في بلدان أخرى.
في دراستنا، أجرينا استطلاعًا على 7443 شخصًا من 40 دولة حول رفاهيتهم العاطفية ورضاهم عن الحياة (الرفاهية المعرفية) وشكاوى المزاج (الرفاهية السريرية)، ثم درسنا هذا مقابل تصورهم عن الضغوط الاجتماعية للشعور بالإيجابية، وفقا لمؤلفي الدراسة.
وأضاف باستيان أن "ما وجدناه أكد نتائجنا السابقة. في جميع أنحاء العالم، عندما يبلغ الناس عن شعورهم بالضغط لتجربة السعادة وتجنب الحزن، فإنهم يميلون إلى تجربة عجز في الصحة العقلية".
لقد وجدنا أن العلاقة تغيرت بالفعل، وكانت أقوى في البلدان التي احتلت مرتبة أعلى في مؤشر السعادة العالمي. أي أنه في بلدان مثل الدنمارك، كان الضغط الاجتماعي الذي يشعر به بعض الناس ليكونوا سعداء ينبئ بشكل خاص بضعف الصحة العقلية.
في هذه البلدان، يمكن بسهولة النظر إلى الشعور بالسعادة باعتباره القاعدة المتوقعة، ويزيد هذا الأمر من الضغوط الاجتماعية، التي يشعر بها الناس للالتزام بهذه القاعدة، ويؤدي إلى تفاقم العواقب بالنسبة لأولئك الذين يفشلون في تحقيقها.