"حماس" تعلن استعدادها للتواصل مع إدارة ترامب

صرح موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بأن الحركة مستعدة للتواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
Sputnik
وقال أبو مرزوق في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "نحن مستعدون للتواصل والحديث مع إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب. في الماضي، لم نعارض الاتصالات مع (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن أو ترامب أو أي إدارة أخرى، ونحن منفتحون على المحادثات مع أي جهة دولية".
وأضاف أن الولايات المتحدة أصبحت ضرورة بالنسبة للحركة، حيث تعد واشنطن لاعبًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، و"لهذا السبب نرحب بالمحادثات مع الولايات المتحدة وليس لدينا أي اعتراض عليها".
"حماس": تصريحات ترامب بشأن غزة "وصفة للفوضى والتوتر في المنطقة"
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن "الولايات المتحدة سوف تسيطر على قطاع غزة وتشرف على تفكيك المتفجرات أو الذخائر هناك والتخلص من المباني المدمرة، وستوفر الرعاية الاجتماعية التي ستمكن من توفير عدد لا يحصى من فرص العمل لسكان المنطقة".
وأوضح ترامب أنه درس ملف إدارة الولايات المتحدة لقطاع غزة لأشهر طويلة، قائلًا: "هذا قرار لم نتخذه بسهولة، وكل من تحدثت معه أحب هذه الفكرة، وتسلم الولايات المتحدة لتلك المنطقة واستحداث آلاف الوظائف هناك"، مشيرًا إلى أن تلك الفكرة حازت على "تأييد كبير من أعلى مستوى في البلاد".
وأضاف: "يجب أن يغادر سكان غزة إلى دول أخرى والعيش في مناطق جميلة في سلام وأمان بدلاً من أراضٍ مدمرة، ويمكن أن تدفع الدول الغنية في المنطقة لإقامة منطقة واحدة أو مناطق عدة بعيدًا عن غزة"، مشيرًا إلى أن "المناطق التي ستستقبل سكان غزة قد تصل إلى 12".
وتابع: "لا يمكنني أن أؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار سوف يستمر، لكننا نأمل أن يستمر"، مضيفًا أن الولايات المتحدة "تريد إخراج المزيد من الرهائن، ولكننا نتعامل مع أشخاص على مستوى عالٍ من التعقيد، ونأمل أن يصمد اتفاق غزة".
ولفت ترامب إلى أن "العلاقات والروابط بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن كسرها، وهذا التحالف خضع لأكثر من اختبار وسيكون أقوى مما مضى تحت قيادتنا"، قائلًا: "حققنا الكثير من الانتصارات معًا، وليس خلال السنوات الأربع الماضية فقط"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أفضل مما كان في العقود الماضية".
انتقادات حادة تطال ترامب بعد دعوته للسيطرة على غزة... "مذبحة لآلاف الأمريكيين وحرب لعقود"
من جانبه، قال نتنياهو خلال المؤتمر إن "القيادة السعودية مهتمة باتفاق للتطبيع مع إسرائيل، وأنا والرئيس ترامب ملتزمان بتحقيقه"، مؤكدًا أنه "يجب أن تكون هناك لجنة مقبولة من أكبر عدد من الناس في إسرائيل للتحقيق في الإخفاقات التي حصلت في السابع من أكتوبر، وأنا أصر على وجود مثل هذه اللجنة".
وكان ترامب قد دعا، في وقت سابق، إلى نقل وتوطين عدد كبير من الفلسطينيين في كل من الأردن ومصر و"دول عربية أخرى"، الأمر الذي أثار ردود أفعال فلسطينية وأردنية ومصرية وعربية رافضة لهذا الطرح، ومؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه والبقاء فيها.
وقال ترامب، في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، الشهر الماضي: "أود أن أرى الأردن ومصر ودول عربية أخرى تزيد من استقبالها للاجئين من قطاع غزة، وذلك لتطهير غزة بعد الحرب".
وفي هذا السياق، أكد اجتماع عربي رفيع المستوى استضافته القاهرة، السبت الماضي، على استمرار دعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه في البقاء على أرضه، وحمايته من أي محاولات للتهجير، والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة.
وشدد وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان مشترك عقب اجتماعهم بالقاهرة بشأن الأوضاع في غزة، على "استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقًا للقانون الدولي".
وأكدوا على "رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور، أو تحت أي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها".
يُذكر أن القاهرة وعمّان أعربتا مرارًا عن رفضهما أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة قسريًا وتوطينهم في مصر أو الأردن أو أي دول أخرى، كما أكدتا على ضرورة تطبيق حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مناقشة