راديو

ما هي بدائل الدول العربية لمقترح ترامب بشأن غزة؟

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ينظر إلى قطاع غزة بمنظور عملي، مؤكدا أنه "لا يمكن وضع مليارات الدولارات في إعادة البناء ثم يتكرر 7 أكتوبر/ تشرين الأول مجددا".
Sputnik
ووجه والتز في تصريحات تلفزيونية رسالة إلى الدول الرافضة لخطة ترامب، قائلا: "إذا كان الجميع في أنحاء المنطقة لا يؤيدون خطة ترامب، فعليهم طرح خطتهم على الطاولة"، مؤكدا أن "الجيش الإسرائيلي سيستمر في تدمير حركة "حماس" الفلسطينية إذا لم تحترم شروط وقف إطلاق النار".
وتستضيف القاهرة قمة عربية طارئة في 27 فبراير/ شباط الجاري، لبحث سبل دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تطرحها مخططات التهجير التي رفضتها القاهرة وعدد من العواصم العربية .
بهذا الموضوع، قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "يبدو أن الرفض العربي واستمرار ترامب في البحث ومطالبته للشرق الأوسط بتقديم بدائل، سيؤدي إلى أن يواجه صعوبات في تنفيذ مخططه، والأنسب له محاولة فهم الموقف، والعمل على حلول تتوافق مع القانون الدولي، وتحظى بقبول المجتمع الدولي، لأن ما طرحه يتعارض تماما مع بدائيات القانون الدولي والإنساني، وستواجه خطته تحديات كبير ومعارضة دولية واسعة، إذ أبدت 73 دولة انزعاجها من الخطة، وعدم موافقتها على التهجير القسري للفلسطينيين، واعتبرت المنظمات الدولية هذا الأمر انتهاكا لمواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي".

واعتبر شرقاوي في تصريحاته لـ"سبوتنيك" أنه "بعد إعلان الدول العربية رفضها القاطع لخطة التهجير، أكدت على حل الدولتين، ولا تزال هناك فرصة لتقديم بدائل وأفكار خارج الصندوق، وما ستسفر عنه لقاءات ترامب مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني سيؤدي إلى أن نفهم ما سيحدث على الأرض".

وأكد الخبير أن "ترامب يريد أن يتملّص من محاسبة اسرائيل وإعادة الإعمار، فهو لن يدفع دولارا واحدا في إعادة الإعمار، وقال صراحة إن هناك دول أغنياء في المنطقة سيعملون على إعادة الإعمار، إلا أن تصريحاته الأخيرة عن شراء قطاع غزة، وتوزيع سكانه على بعض الدول يثير الكثير من الجدل واللغط حول الدوافع الحقيقية لهذه الخطة".
وأوضح ماك شرقاوي أن "شقاق الفصائل الفلسطينية، خاصة "فتح" و"حماس" يشكّل معضلة كبيرة ويُضعف الموقف السياسي في التفاوض على السلام وحل الدولتين، وإذا ما استمر هذا الانقسام سيكون هناك تهديد كبير للقضية اللفسطينية وسط التحديات الكبيرة التي تواجهها الآن"، مشيرا إلى أن "استمرار الانقسام يُدخل القضية في موقف أكثر تعقيدا، ويعطل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها مصر والأردن والسعودية".
من ناحيته، اعتبر أمين عام مركز الفارابي للدراسات، الدكتور مختار غباشي، أن "مقترحات ترامب كثيرة وواهمة، وآخرها مقترح شراء وتملك قطاع غزة، ولا ندري ممن سيشتري القطاع ومن سيعطيه العقد، وهو يرى أن الدول الثرية في المنطقة ستقوم بالإعمار، وقد تؤول إليها قطع من غزة، وهذه كلها مقترحات من المستحيل تحقيقها"، مشيرا إلى أن "العالم العربي مستنفر ليس فقط بسبب مقترح الشراء، بل بالأكثر بسبب مقترح التهجير، مرة بالضغط على مصر والأردن، ومرة بالحديث عن السعودية كوطن بديل للفلسطينيين".
وأكد غباشي أن "القمة العربية القادمة حاسمة وحساسة، ومطلوب منها ردود قوية ترتقي إلى خطورة هذا الموقف"، معتبرا أن "العالم العربي يمتلك من مقدراته الكثير التي يمكن أن يستخدمها في هذا الموقف، ويتوقف الأمر على مدى توفر الإرادة السياسية لاستخدام هذه المقدرات".
وأوضح الخبير أنه "مطلوب من القمة أن تحدد من سيتحدث باسم العرب، وأن تفوّض دولا قوية مثل مصر والسعودية والأردن للتفاوض والحديث باسم العرب، لأن الموقف العربي حرج للغاية، وفي أحلك لحظات تاريخة".

ومضى مشيرا إلى أن "الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سيذهب إلى واشنطن حاملا عدة لاءات، هي لا للتهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، ولا لتملك القطاع، ولا لعدم وجود دولة فلسطينية، ولا لتجدد إطلاق النارفي الشرق الاوسط لاعتبار أنه سيكون بوابة لانفجار الأوضاع، ولا لما تفعله اسرائيل في الضفة الغربية لأنه خطير، ومن الضروري أن تتضمّن المباحثات حل الدولتين، وإتمام مراحل الإفراج عن المحتجزين وملفات كثيرة، وأسئلة لواشنطن مطلوب منها الإجابة عليها".

وحول رؤية مصر ومقترح إعادة الإعمار خلال 3 سنوات، ومؤتمر دولي لإعادة الإعمار تحت إشراف الامم المتحدة، الذي طرحه رجل أعمال مصري مقرب من السلطات، قال مختار غباشي إنه "مقترح ممتاز، والجدول الزمني له مناسب جدا"، مشيرا إلى أن "القمة العربية المقبلة هي قمة ضرورية، ويتعيّن أن تكون غير تقليدية في مخرجاتها وآلياتها وتطبيقها على أرض الواقع، ومطلوب بإالحاح أن يتم من خلالها تفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك الموقعة منذ عام 1950، والتي لم تفعل إلا في حدود ضيّقة، ومطلوب من العالم العربي أن يدرك أن مصيره وأمواله لابد أن تكون بداخله، ولابد أن تكون استثماراته لدوله، ومهم أن يتحدث حديثا واحدا، ويعود عن حالة التيه الحالية إلى حالة عربية يحترمها القاصي والداني، وتحترمها شعوبه".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة