وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، في مؤتمر صحفي، إن "حكومته ستقدم مذكرة للاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأخرى، وإنه يتوقع أن تتخذ هذه الجهات إجراءات ضد نيروبي لتدخلها في الشأن الداخلي السوداني".
وتوعد الأمين، باتخاذ إجراءات اقتصادية، تشمل حظر استيراد المنتجات الكينية، لا سيما وأن السودان يعتبر من أكبر البلدان المستوردة للشاي من كينيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تسبقها ترتيبات منها ترتيب وإيجاد البدائل، وذلك احتجاجاً على استضافة اجتماع "قوات الدعم السريع" وبعض القوي السياسية، وتوقيع ميثاق تأسيسي يستهدف تشكيل حكومة موازية.
واتهم الدبلوماسي السوداني، "الرئيس الكيني وليام روتو، بدعم الميليشيات ضد الجيش الحكومي، منذ اندلاع الحرب، حفاظاً على شراكات اقتصادية بينه وبين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، مثل تهريب الذهب عبر كينيا وتصديره للدول الراعية للميليشيات"، على حد قوله.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية، أن "بداخل كينيا توجد معارضة نزيهة تقف ضد هذا التوجه الذي يتبناه الرئيس الكيني"، قائلا: إن "خطوة استضافة اجتماعات المليشيا المتمردة تعتبر تدخل سافر في شؤون السودان الداخلية، وهي خرق لكل المواثيق والعهود الدولية، في مقدمتها مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد وغيرها".
وأضاف الأمين، أن "الحكومة سبق وأن سحبت السفير من نيروبي قبل عام بسبب استقبال كينيا لقائد المليشيا استقبال الزعماء الفاتحين"، متابعا: "وزير الخارجية علي يوسف سبق وأن زار كينيا قبل فترة والتقى بالرئيس الكيني في محاولة لإحداث إختراق دبلوماسي في هذا الملف، وقال ان وقتها تعهد الرئيس الكيني بعدم اعتراف كينيا بأي حكومة موازية".
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق اليوم، أنها "ستمضي في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالرد على سلوك كينيا العدائي غير المسؤول".
وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها، إن "تبني كينيا للحكومة الموازية التي تنوي إعلانها الدعم السريع، سابقة خطيرة وخروج كامل على ميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي، مطالبة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية النهوض بدورها في وجه هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليميين".
وأوضح البيان السوداني أن "رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني، أصدر بيانا مشتركا، رحب فيه بتوقيع ما أسماه ميثاقا سياسيا بين مليشيا الجنجويد الإرهابية وتابعيها لتشكيل حكومة موازية"، مؤكدة أن الاتفاق يدعو لتمزيق السودان بإقراره حق تقرير المصير لما أسماه بالشعوب والأقاليم السودانية.
ووقعت كيانات سياسية ومسلحة، إلى جانب قوات الدعم السريع، السبت الماضي، في العاصمة الكينية نيروبي، ميثاقًا تأسيسيًا يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في السودان.
وقالت صحيفة "التغيير" السودانية إن "مراسم التوقيع جرت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي".
وأكد مصدر مقرب من منظمي المراسم، أن التوقيع على الميثاق تم بنجاح، مشيرًا إلى أن الميثاق يهدف إلى تشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأطلقت المجموعات المشاركة على نفسها اسم "تحالف السودان التأسيسي"، الذي يضم قوى سياسية ومسلحة مختلفة.
من بين الموقعين على الميثاق رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ونائب رئيس الحركة الشعبية شمال جوزيف توكا.
كما وقع عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي ممثلًا للشخصيات المستقلة، وعلاء الدين نقد ممثلًا لتنسيقية النقابات والمهنيين، إضافة إلى ممثل مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، وممثل حزب الأسود الحرة مبروك مبارك سليم، ورئيس حركة تحرير السودان ـ الثورة الثانية أبو القاسم إمام.
ويدعو الميثاق إلى تأسيس "دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية".
ويتحدث الميثاق عن تأسيس "جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية"، وتهدف الحكومة الموازية، وفق الميثاق، إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان.
يذكر أنه منذ أبريل/نيسان 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، مما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد تأجل التوقيع على الميثاق عدة مرات قبل أن يتم أخيرًا في نيروبي خلف أبواب مغلقة.
وقبل أشهر، نشبت خلافات داخل "تنسيقية تقدم"، التي كانت تضم بعض الفصائل المسلحة والقوى السياسية، مما أدى إلى انقسامات وتبني بعض الفصائل موقفًا واضحًا بتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ومن الملاحظ غياب محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، عن مراسم التوقيع، حيث مثلها شقيقه عبد الرحيم دقلو.