ويستخدم الباحثون هذه الحقائق، لإيجاد طرق لحماية الخلايا السليمة أثناء علاجات السرطان، حيث تمكن فريق بقيادة أميا كيرتان، من كلية الطب بجامعة هارفارد، وهياغنلينج بي من جامعة أيوا، من عزل هذه الخاصية، في شكل الحمض النووي الريبي، والذي يحمي الخلايا من الإشعاع عند حقنه في الخلايا.
عندما يخضع الناس للعلاج الإشعاعي للسرطان، لا يعاني الورم فقط، يتسبب الإشعاع في حدوث تكسر الحمض النووي في الخلايا السليمة أيضًا، مما يؤدي إلى موت الخلايا والالتهاب الهائل، وهو المسؤول عن الآثار الجانبية غير السارة للعلاج.
وأعلن جيمس بيرن، أخصائي الأورام الإشعاعية بجامعة أيوا: "يمكن أن يتجلى ذلك في شيء بسيط مثل تقرحات الفم، والتي يمكن أن تحد من قدرة الشخص على تناول الطعام لأنها مؤلمة للغاية، إلى الحاجة إلى دخول المستشفى لأن الناس، يعانون بشدة من الألم أو فقدان الوزن أو النزيف".
وبالإضافة إلى تحمل دب الماء الحرارة العالية، والضغط البالغ 7.5 غيغا باسكال، يمكن لهذا الكائن المجهري التعامل مع نحو ألف ضعف من جرعة الإشعاع المؤين التي قد تقتل إنسانًا، حسبما ذكره موقع "ساينس أليرت".
وتأتي قدرة هذا الحيوان للقيام بذلك، من قدرته على إنتاج بروتين فريد من نوعه "دي إس يو بي"، مما يساعده على تحمل كل من الانفجار الأولي والجذور الهيدروكسيلية التي تتشكل في الخلايا نتيجة لذلك، والتي من شأنها أن تمزق أحد أو حتى كلا سلسلتي الحمض النووي.
كان العلماء يراقبون هذا البروتين كمساعد محتمل لعلاج السرطان منذ اكتشافه في عام 2016، والآن هم أقرب من أي وقت مضى.
كما أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن بروتين "دي إس يو بي" يقلل من تلف الحمض النووي الناجم عن الأشعة السينية بنحو 40%، عند التعبير عنه في الخلايا البشرية، ولهذا السبب يأمل الباحثون أن يتمكن من حماية مرضى السرطان من الآثار الجانبية الخطيرة لعلاجهم.