وأضاف قارصلي أن "هذا التفاوت يظهر بوضوح في الأزمة الأوكرانية، حيث تتباين المواقف الأوروبية بشكل كبير في التعامل مع هذه القضية".
وأشار قارصلي في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أن "الاتحاد الأوروبي لا يمتلك استراتيجية دفاعية موحدة، وهو ما أدى إلى تعدد الآراء حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية، في وقت تتبع فيه أوروبا بشكل عام السياسات الأمريكية التي غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد المواقف".
وأشار قارصلي في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إلى أن "الاتحاد الأوروبي لا يمتلك استراتيجية دفاعية موحدة، وهو ما أدى إلى تعدد الآراء حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية، في وقت تتبع فيه أوروبا بشكل عام السياسات الأمريكية التي غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد المواقف".
أمريكا دائمًا ما تسير إلى الأمام، والاتحاد الأوروبي يتبعها، وكانت القرارات الأمريكية دائمًا هي الطاغية على الموقف الأوروبي، لكن الآن، تبدو أوروبا وحيدة في مواجهة هذه الأزمة، لكنها تظل غير موحدة في قراراتها.
وتابع الدبلوماسي الألماني السابق قائلًا إن "أوروبا، رغم محاولاتها لإيجاد حلول سلمية، تجد نفسها في موقف صعب، إذ ترغب في الخروج من الأزمة الأوكرانية دون خسائر كبيرة، وتتمنى أن يسود السلام العادل في المنطقة".
لكنه أكد أن "الولايات المتحدة هي من بدأت الحرب الأوكرانية، حيث سعت إلى تحريض الأطراف للانخراط في هذا الصراع بهدف تعزيز نفوذها، ما جعل الاتحاد الأوروبي يشعر بأنه "دون مظلة"، ولفت إلى أن "أوروبا تظهر في مواقف عديدة كأنها وحيدة، حيث لا تملك إستراتيجية موحدة حيال الأزمة الأوكرانية، وأكد أن الدول الأوروبية ترغب في الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وتتمنى أن يسود السلام العادل في المنطقة، لكن "نعرف أين يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فهو يريد حل السلام في المنطقة".
الوضع في أوروبا غير موحد أيضًا على مستوى الأحزاب السياسي، هناك تباين كبير في الآراء داخل ألمانيا، مثلًا، فبعض الأحزاب تدعو إلى إيقاف الحرب، بينما تدعو أحزاب أخرى إلى دعم أوكرانيا بشكل مطلق.
وأردف: "التفاوت موجود بين الدول وبين الأحزاب الحاكمة في هذه الدول، وما يحدث في ألمانيا هو مثال على هذا التباين".
وأوضح قارصلي أن "الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ترى أنها معنية بإيجاد حل للصراع في أوكرانيا، وأن لديها مسؤولية في هذا الموضوع".
هذه الدول تريد حلًا يُبقي ماء وجه الطرفين ولا يضيع مصالح أحدهما، وهي لا تريد السلام الذي يرونه أعوجًا، بل تسعى لتحقيق سلام مستدام بين الطرفين.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن "ما يطرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو نوع من التكتيك الذي يجب أن يؤدي إلى سلام شامل في أوكرانيا"، مشدّدًا على أن "المجتمع الأوروبي طواقٍ إلى السلام لأن هذا الصراع كلف أوروبا، وخاصة ألمانيا، مبالغ طائلة".
المجتمع الأوروبي يعيش مرحلة من الخوف ويريد إنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
ويأتي ذلك بحسب قارضلي في وقت يسعى فيه " ترامب إلى تجاوز الاتحاد الأوروبي في العديد من القضايا، حيث يريد معاملة أوروبا بفوقية وفرض شروطه على الاتحاد الأوروبي".
واعتبر ضيف "سبوتنيك" أن "أوروبا، في حال فقدت الدعم الأمريكي، ستجد نفسها دون مظلة، مما يعزز التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في التعامل مع هذه الأزمة".
وأضاف أن "موقف الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر تعقيدًا في ظل استمرار هذا التباين الداخلي، ما يجعل من الصعب تحديد موقف موحد حيال الأزمة الأوكرانية".