مجتمع

اكتشاف يحل لغز القارتين العملاقتين في باطن الأرض

في الثمانينيات القرن الماضي، رصد العلماء لأول مرة موجات زلزالية تنتقل عبر منطقتين في الوشاح السفلي لنواه الأرض يبلغ ارتفاع كل منهما نحو 900 كيلومتر (559 ميلًا) وعرضها يمتد لآلاف الأميال، وأطلق عليهما اسم "المقاطعتين الكبيرتين منخفضتي السرعة"، أو "القارتين العملاقتين".
Sputnik
كشف فريق بحثي دولي من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مؤخرا، عن اختلاف في الخصائص الفيزيائية بين هاتين الكتلتين الهائلتين، على عكس الاعتقاد السابق، وقد يكون لهذه الاختلافات تأثيرات كبيرة، بما في ذلك عدم استقرار المجال المغناطيسي للأرض.

وأكد الفريق أن تكوينيهما وعمرهما يختلفان بشكل جوهري، رغم تشابه درجات حرارتهما، وهو ما يفسر سبب ظهور الموجات الزلزالية بشكل متطابق خلالهما رغم اختلاف بنيتهما.

مجتمع
علماء روس يكتشفون فيروسات "غازية للبكتيريا" قد تشكل بديلا للمضادات الحيوية ضد داء السل
واستعان الباحثون بنموذج يجمع بين الحمل الحراري في وشاح الأرض وإعادة بناء حركات الصفائح التكتونية خلال آخر مليار سنة، ما ساعدهم على فهم تطور هذه الكتل بمرور الزمن، وتحديد الاختلافات بينها، وفقا لمايلي:
الكتلة الأفريقية تتكون من مواد أقدم وتمتزج بشكل أفضل مع الوشاح المحيط بها.
الكتلة تحت المحيط الهادئ تحتوي على 50% من قشرة المحيط التي اندست خلال آخر 1.2 مليار سنة، مما يجعلها أكثر تجددًا بحسب مجلة "newsweek".
ووفقًا للدراسة، إن تباين الكثافة والتكوين للكتلتين، يؤثر بشكل مباشر على كيفية تبديد الحرارة من نواة الأرض، بالتالي يؤثر هذا على الحمل الحراري في النواة الخارجية، وهي العملية المسؤولة عن توليد المجال المغناطيسي للأرض.
مجتمع
علماء يصنعون حجرا اصطناعيا "أصلب" من نظيره الطبيعي
وأوضح الفريق، أن توزيع الحرارة غير المتوازن، يؤثر بدوره على انعكاس المجال المغناطيسي، ما قد يسبب خللا في أنظمة الاتصالات، شبكات الطاقة، والقدرات الملاحية لدى بعض الحيوانات.
وختم الباحثون أن هذه الاختلافات في الكثافة يجب أخذها في الاعتبار عند دراسة ديناميكيات الأرض العميقة وتطور المجال المغناطيسي، مشيرين إلى ضرورة البحث عن بيانات إضافية، مثل ملاحظات الجاذبية الأرضية، لتأكيد الفرضيات المتعلقة بعدم تماثل الكتلتين.
مناقشة