وقد ناقش الخبراء خلال عمل الطاولة المستديرة العديد من المواضيع، من بينها الإمكانات التي تتمتع بها بلدان الشرق الأوسط كوسيط في التّسوية السّلمية، والتبعات الاقتصادية للصراع على المنطقة، وكذلك تأثير الوضع الدولي الحالي على قضايا الأمن والتجارة والتعاون الإنساني المتبادل بين الدّول العربية وروسيا.
"إذا كانت أوروبا في وقت سابق، هي التي كانت إلى حد ما تقرّر شؤون الشرق الأوسط، فإن الشرق الأوسط اليوم يلعب دوراً رئيسياً في حلّ بما في ذلك القضايا الأوروبيّة، وهو إنجاز مهم لهذه المنطقة". وتابع الخبير مؤكّداً أن الشرق الأوسط أصبح مركز السياسة العالمية، ويشارك بشكل فعاّل في هيكلة النّظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.
بدورها، أكدت السيدة غيولنارا حجي مورادوفا، استمرار دعم روسيا الثّابت للبلدان العربية. وبحسب قولها، فإن "روسيا قدّمت بشكل مستمر، سواء خلال العهد السوفيتي أو خلال السنوات اللاحقة، مساعدات إنسانية وعسكرية ودبلوماسية لبلدان الشرق الأوسط، وساهمت في حلّ النّزاعات الإقليمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية". وأشارت الخبيرة إلى أنه على عكس الاعتقاد السائد، لم يحدث أي انعطاف نحو الشرق، وأضافت: "ما قامت به روسيا فقط هو أنها حددت أولويات سياستها الخارجية فيما يتعلق بالمنطقة العربية. واليوم ننطلق مرة أخرى من مبدأ المعاملة بالمثل، من خلال بناء التعاون مع الجهات الراغبة أيضًا بإقامة علاقات الشراكة".
في حين أشار المدير العلمي للمجلس الروسي للشؤون الدولية، السيد أندريه كورتونوف، في حديثه عن اهتمام بلدان الشرق الأوسط بتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إلى أن أي تحسّن في العلاقات الروسية الأوكرانية والروسية الأمريكية سيكون مفيداً لبلدان الخليج والعالم العربي بشكل عام، وهنا لا نتحدّث فقط عن استقرار أسعار مصادر الطاقة والأمن الغذائي، ولكن أيضاً عن مشاريع تعاون واعدة جديدة، وأضاف بهذا الصدد قائلاً: "من المنطقي الحديث عن فرص جديدة ستفتح أبوابها في هذه الحالة للشراكة في مجال الطاقة النووية، وغيرها من مجالات التعاون العلمي والتقني الأخرى، وكذلك تطوير الشّراكة في مجال مشاريع النّقل والخدمات اللوجستية".